قصة أجبرتني زوجة أبي على الزواج من شاب ثري لكنه مُقعد
كان القصر في ذلك اليوم يشبه متاهة من الهمسات والممرات الطويلة التي تختزن الأسرار. كنت أمشي ببطء، أبحث عن هواء أتنفسه، لكن قلبي كان يلهث كأنني أركض. ومع كل زاوية أعبرها، يزداد شعوري بأن شيئًا مظلمًا يحدث خلف الجدران. وقفت قرب الدرج حين سمعت حديثًا خافتًا يخرج من بين عمودين، صوتان متوتران يهمسان بكلمات غير مكتملة. اقتربت دون قصد، وميّزت صوت راهول، شقيق أرناف الأكبر، يقول بنبرة قاسية: “لا يمكن أن يبقى حيًا… مهما حصل.”
تجمد الدم في عروقي، ولم أجرؤ على الحركة. ثم سمعته يضيف: “زواجه هذا أفسد خطتنا. يجب أن نتحرك قبل أن يفلت من يدنا.” شعرت بقلبي يهبط إلى قدمي، وكأن الأرض هوت من تحتي في لحظة واحدة. أدركت أن زواجي لم يكن مجرد إنقاذ لمنزلنا ولا صفقة عائلية… بل عقد داخل مخطط أكبر. انسحبت ببطء، أحبس أنفاسي حتى لا يُسمع صوت ارتعاشي، وأخذت طريقي نحو جناحه وكأنني أسير وسط نار لا أستطيع إطفاءها. كل خطوة كانت صراعًا بين الصمت والصراخ.
دخلت غرفته دون طرق، ووجدته واقفًا — نعم واقفًا — يحدق من النافذة وكأنه يعرف مسبقًا ما سأقوله. لم أنتظر إذنًا، فقط قلت بصوت متقطع: “سمعتهم… كانوا يتحدثون عن قتلك.” التفت إليّ بعينين لا تحملان الدهشة بل اليقين، وكأنه كان يعرف كل كلمة قبل أن أنطق بها. اقترب خطوة وقال: “كنت أعلم… لكن الآن فقط تأكدت أن الوقت بدأ ينفد.” كان صوته قويًا رغم خطورة الكلام، لكن قلبي كان يتخبط في صدري بلا رحمة. لم أعد أعرف إن كنت بأمان… أم في عين العاصفة.
وقف أمامي، أقرب مما يجب، وعينيه تعكسان مزيجًا من التصميم والخطر، وقال: “الخطر الحقيقي ليس ما سمعتِه… بل ما لم تُقال كلماته بعد.” شعرت بقشعريرة تمتد من رقبتي حتى أطراف قدميّ، وكأن الحقيقة القادمة ستكون أعظم مما أحتمل. أردت الهروب، أردت الصراخ، أردت أن أعود إلى حياتي البسيطة قبل أسبوع واحد فقط، لكن كل ذلك لم يعد ممكنًا. في تلك اللحظة فقط، أدركت أن دخولي هذا القصر لم يكن بداية زواج… بل بداية معركة مظلمة كنتُ فيها الهدف والدرع في آن واحد.

تعليقات