تحذير لكل من يضع هاتفه تحت الوسادة
تبيّن أن الإشعاعات المنبعثة من الهاتف لا تُضعف إفراز الميلاتونين فقط، بل تؤثر أيضًا على توقيت إفرازه. فعندما تتعرض الغدة الصنوبرية لاضطراب في الإشارات الكهربائية، فإنها تستقبل أوامر متضاربة؛ مما يجعل الجسم يعتقد أن الوقت ليس مناسبًا للنوم. هذا يجعل الشخص يواجه صعوبة في الاستغراق في النوم حتى لو كان مرهقًا جدًا، ويؤدي إلى نوم خفيف لا يعطي الجسم حاجته الفعلية من الراحة.
ومع اختلال إفراز الميلاتونين، يصبح الجسم أكثر عرضة للالتهابات والإجهاد التأكسدي. فهرمون الميلاتونين ليس مجرد هرمون للنوم، بل هو مضاد قوي للأكسدة يدعم المناعة. والإشعاعات المستمرة الليلية قد تخفض مستوياته بما يكفي ليُضعف قدرة الجسم على مقاومة العوامل الضارة. وهذا ما يفسر سبب ازدياد حالات الشعور بالتعب غير المبرر عند الأشخاص الذين ينامون قرب أجهزتهم الإلكترونية.
ومن الجوانب الخطيرة كذلك أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر تأثرًا بهذه الإشعاعات. فالغدة الصنوبرية لديهم تكون في ذروة نشاطها، وأي اضطراب في عملها قد يؤثر على النمو العصبي وساعات النوم الطبيعية. لذلك يحذر الأطباء من السماح للأطفال بالنوم بجوار الهاتف أو شحنه قرب الرأس. فالجهاز الصغير قد يبدو غير مؤذٍ، لكنه يُحدث تأثيرات داخلية غير مرئية على المدى الطويل.
أما بالنسبة للبالغين، فقد لاحظ الباحثون علاقة بين النوم قرب الهاتف وبين زيادة حالات الصداع الصباحي والدوار واضطراب التركيز. إذ يتسبب ترك الهاتف تحت الوسادة في تعرض الرأس لحرارة زائدة بالإضافة إلى الإشعاعات. ومع أن هذه الحرارة تبدو بسيطة، إلا أنها تكفي لإرباك الدماغ في فترات النوم العميق. مما يجعل الشخص يستيقظ متعبًا وكأنه لم ينام ساعات كافية رغم أنه نام طوال الليل.
لكن هل هذه الأضرار حتمية؟
وهل توجد طرق بسيطة وفعالة لتجنب أي خطر دون الاستغناء عن الهاتف؟ الإجابة في الصفحة الثالثة

تعليقات