قصة كان يفصلني يومٌ واحد فقط عن الزواج بزوجتي الجديدة

قصة كان يفصلني يومٌ واحد فقط عن الزواج بزوجتي الجديدة

رفعت المرأة يدها المرتجفة إلى حقيبتها، وأخرجت ظرفًا صغيرًا يبدو أنه تعرض للبلل بفعل المطر. ناولته لي ببطء، وكأن هذا الظرف يحمل عبئًا يفوق قدرتها على احتماله. قالت: “هذا… وجدته في موقع الحادث، وكان يجب أن يصل إليك منذ زمن.” شعرت بأن الأرض تميد تحت قدمي وأنا أفتح الظرف ببطء. في داخله ورقة مطوية بعناية، مكتوبة بخط يد زوجتي الراحلة. كان تاريخها في صباح يوم الحادث نفسه، وكأنها كتبتها قبل دقائق فقط من خروجها. بدأت أقرأ، وكل كلمة فيها كانت كخنجر ينغرس في صدري.

كتبت زوجتي: “إذا وصلتك هذه الرسالة، فاعلم أنني كنت أحاول أن أحميك. هناك من يلاحقني منذ أسابيع، وأخشى أن الأمر أكبر مما أستطيع مواجهته.” توقفتُ عن القراءة للحظات، فقد أصبحت الرؤية ضبابية من شدة الصدمة. تابعتُ الكلمات المرتجفة: “أرجوك، لا تثق بأي شخص يقترب منك فجأة… حتى لو بدا طيبًا.” ارتجفت يداي وأنا أتذكر اللحظة التي ظهرت فيها خطيبتي للمرة الأولى في حياتي، في يوم كنت محطمًا تمامًا وبحاجة إلى أي يد تمتد نحوي. بدأت الشكوك تتشابك داخل رأسي كعاصفة لا تهدأ.

رفعت عيني نحو المرأة وسألتها بصوت متحشرج: “هل تقصدين… أن خطيبتي كانت تعرف أن زوجتي في خطر؟” هزّت رأسها ببطء وقالت: “كانت تعلم بعض التفاصيل… لكنها لم تعرف إلى أي حد كان الأمر خطيرًا. لكن هناك شيئًا واحدًا تأكدتُ منه… لم يكن دخولها حياتك صدفة.” شعرتُ بدمي يغلي تحت جلدي، وكأن الحقيقة بدأت تكسر القوقعة التي اختبأتُ داخلها لسنوات. لم أستطع التوقف عن التفكير في كل اللحظات التي كانت فيها خطيبتي تتصرف بلطف مبالغ فيه، أو كانت تظهر في الوقت المناسب تمامًا.

وقبل أن أتمكن من طرح المزيد من الأسئلة، قالت المرأة جملة قصمت ظهري: “الشخص الذي صدم زوجتك عمدًا… لم يكن يريد قتلها هي فقط.” تسمرت عيناي عليها، وكأنني لا أملك القدرة على الحركة. تابعت بصوت منخفض: “كان الهدف الحقيقي… أنت.” شعرتُ بأن الريح توقفت، والمطر أصبح بلا صوت، وكأن العالم كله ينتظر ما سيحدث بعد أن انهار آخر جدار بيني وبين الحقيقة. سقطت الورقة من يدي دون أن أشعر، وتشوّه الكون كله حولي فجأة.