قصة كان يفصلني يومٌ واحد فقط عن الزواج بزوجتي الجديدة
قالت المرأة بنبرة ثابتة رغم ارتجاف شفتيها: “زوجتك الراحلة لم تمت كما أخبروك… لم يكن الحادث مجرد صدفة.” لم أستوعب الجملة فورًا، إذ بدا الأمر أقرب لخيالٍ مؤلم من أن يكون حقيقة واقعية. سألتها بحدة لم أقصدها: “ماذا تقصدين؟” نظرت إليّ بعينين غارقتين في الذنب وكأنها تحمل وزر سنوات طويلة من الصمت. تقدمت خطوة صغيرة وقالت: “كنت في السيارة خلفهم… ورأيت كل شيء.” فجأة شعرت أن الهواء صار ثقيلًا، وأن عالمي يتشقق ببطء أمامي.
أخبرتني أن زوجتي قبل الحادث بدقائق كانت تبكي بشدة داخل سيارتها، وكأنها تعرف أن شيئًا فظيعًا سيحدث. قالت المرأة إنها كانت تلوّح من النافذة وكأنها تطلب المساعدة، لكن أحدًا لم يفهم ما يجري. ثم ظهر رجل يقود سيارة سوداء بسرعة هائلة، وانحرف نحوها بشكل متعمد. توقفتُ عن التنفس لحظة، وكأن قلبي تجمّد داخل صدري. لم يخطر ببالي يومًا أن يكون الحادث مفتعلًا، ولم يكن لدي أي سبب يدعو أحدًا لأن يؤذي زوجتي. ومع ذلك، كانت المرأة تتحدث بوضوح تام لا يترك مجالًا للشك.
سألتها إن كانت تعرف هوية السائق، لكنها خفضت عينيها، وترددت قبل أن تقول: “أعرفه… لكنه ليس شخصًا تُريد سماع اسمه الآن.” شعرت بجسدي يرتعش، ليس من المطر بل من الخوف الصافي. كل الذكريات التي حاولت دفنها بدأت تنهض من جديد، كأنها تطالب بالحقيقة التي تجاهلتها لسنوات. اقتربت منها أكثر، وقلت بصوت متقطع: “لماذا الآن؟ لماذا تخبرينني هذا قبل زفافي؟” رفعت رأسها ببطء، ونظرت إليّ وكأنها تبحث عن الشجاعة في داخلي، ثم قالت: “لأن الشخص الذي ستتزوجها غدًا… تعرف جزءًا من الحقيقة.”
توقفت أنفاسي تمامًا في تلك اللحظة. ترددتُ في تصديق ما قالته، لكن نظرتها الخائفة كانت أثقل من أي دليل. صورة خطيبتي، بوجهها الهادئ وصبرها الطويل، بدأت تختلط بظلال الشك. لماذا انتظرت ثلاث سنوات لتقترب مني؟ ولماذا لم تذكر زوجتي الراحلة ولو مرة؟ كل التفاصيل الصغيرة التي تجاهلتها بدأت تصبح أكثر وضوحًا. سألت المرأة بارتباك: “هل تقولين إن خطيبتي كانت… جزءًا مما حدث؟” عضّت المرأة شفتها بقوة وكتمت دمعة، ثم قالت: “ليس كما تظن… لكنها تعرف شيئًا مهمًا، ولم تخبرك.”
في الصفحة الثالثة سيكشف الحقيقة كاملة…
والجملة القادمة ستفتح باب الأسرار المغلقة منذ أربع سنوات.

تعليقات