قصة تزوّجتُ رجلًا مشرّدًا كان الجميع يسخرون منه

قصة تزوّجتُ رجلًا مشرّدًا كان الجميع يسخرون منه

تنفّس ماركوس بعمق، ثم أخرج من جيبه ورقة صغيرة مطوية بعناية. كان يمسكها بأصابعه بحرص، وكأنها كنز لا يريد أن يفقده. قال: “هذه الورقة… هي الشيء الوحيد الذي بقي معي منذ قبل أن تدمّر حياتي.” فتحها ببطء، فبدت عليها خطوط قديمة وملطّخة بالوقت. رفعها أمام الحاضرين وقال: “قبل أن أخسر كل شيء، حصلت شركتي على موافقة لمشروع تكنولوجي ضخم… مشروع كان سيغيّر مستقبلي بالكامل.” توقف لحظة، وكأنه يسمح للجملة أن تستقر في قلوب الجميع.

أكمل بصوت ثابت: “قبل أسبوع فقط… بعد سنوات من القضايا والمحاكم… صدر الحكم الأخير.” شعر الجميع بأن شيئًا مهمًا على وشك أن ينفجر. خالتي التي رفضت الحضور أمسكت صدرها، وأبناء عمومتي الذين سخروا منذ ساعات جلسوا في صمت تام، وكأن الجميع تم صعقهم بنفس اللحظة. قال ماركوس بوضوح: “المحكمة أثبتت أنني بريء… وأن شريكي هو من ارتكب الاحتيال.” ارتفعت أصوات همهمات صادمة من أرجاء القاعة، وبعض الضيوف وضع يده على فمه من الذهول.

خفض ماركوس الورقة قليلاً، ثم قال بصوت أكثر هدوءًا: “ولم يكن هذا فقط.” انحنى نحو الميكروفون، وكأنه يوشك على كشف النقطة الأهم: “لقد تمت إعادة كل حقوقي… بما فيها أرباح المشروع الذي سُرق مني.” انحنت بعض الرؤوس، وارتسمت على وجوههم علامات الندم والخجل. لم يفهم الجميع ما تعنيه أرباح مشروع تكنولوجي بهذا الحجم… لكنهم شعروا أن الرقم لم يكن بسيطًا على الإطلاق. ابتسم ماركوس ابتسامة صغيرة، تلك التي لم أرها يومًا قبل الآن.

ثم قال الجملة التي جمدت الجميع في أماكنهم: “وأنا الآن… لست فقط بريئًا.” صمت لثانية كاملة، وكأن الزمن توقف. ثم أضاف: “بل أصبحت الشريك الوحيد المالك للشركة… ويمتدّ عقدها الجديد لخمسة عشر عامًا قادمة.” شهقت إحدى قريباتي، وسمعت صوت كأس يقع على الأرض من شدّة الذهول. لم يعد أحد قادرًا على التمييز بين الدهشة والندم والصدمة. هذا الرجل الذي كانوا يسخرون منه قبل دقائق… هو الآن، فجأة، رجل يملك ما يفوق أحلامهم كلّها.

مدّ ماركوس بصره نحو الحاضرين، ثم قال بهدوء لا يشبه أي هدوء: “أنا لم آتِ إلى هنا كمتسوّل… بل كإنسان بدأ من الصفر، وسينهض من جديد.” لم يكن أحد قادرًا على رفع عينيه نحوه. حتى الذين ضحكوا بصوت عالٍ في البداية… صاروا ينظرون إلى الأرض خجلًا من أنفسهم. كل شيء تغيّر في القاعة، وكل كلمة قالها تركت أثرًا عميقًا على كل شخص موجود.

لكن اللحظة الأقوى لم تأتِ بعد…
فالسرّ الأخير الذي كشفه ماركوس كان الأعنف… والأكثر تأثيرًا على ماريا نفسها. في الصفحة الثالثة…