قصة من أول يوم جواز ليا وأنا قافل من مراتي

قصة من أول يوم جواز ليا وأنا قافل من مراتي

كنت حاسس إن الهوى تقيل، تقيل لدرجة تخوّف. سألتها وأنا مش قادر أربط أي حاجة ببعض: “وإيه علاقة كل ده بمراتي؟” رفعت رأسها ببطء وقالت: “اللي لبسته يوم الرؤية… اللانسيز، الميكاب، النقاب… كل ده ما كانش بس عشان تبان أحلى… كان عشان ما يبانش اللي جوّا عنيها.” ساعتها أنا اتجمدت مكاني. عمري ما نسيت إن أول ما شفت ملامح مراتي بعد الجواز حسّيت إني قدّام حد تاني. حد أقسى، أعمق، نظراته مش بشرية. بس عمري ما فكرت إن السبب مش ميكاب… لكن “تغطية”.

حاولت أبلع ريقي بس الحنجرة كانت ناشفة. قربت منها وقلت: “عمّتي… الكلام ده خطير. إنتي ليه ما قلتيش؟ ليه سكتّي؟ ليه خلّيتيني أتجوزها؟” دمعة وقعت من عينها وقالت: “عشان كنت فاكرة إنها اتعالجت. فاكرة إن اللي حصللها زمان راح. فاكرة إن الشيخ اللي جينا له قال خلاص. لكن واضح إن العمل اتجدد.” مجرد كلمة “العمل” دخلت قلبي زي سكينة. وافتكرت كل مرة فيها مراتي تبتسم ابتسامة مش طبيعية، كل موقف فيه دم، كل ليلة فيها حركة مش بشر.

سألتها وأنا مش قادر أسمع دقات قلبي: “وإيه الحل؟ هل في حل؟” قالت بصوت خافت: “الحل مش عند شيخ. الحل عند اللي عمل العمل.” وقفت واقف فوق راسي نار: “وإنتي تعرفي مين؟” سكتت… سكتت سكوت يخوّف. ولما اتكلمت، قالت اسم صعقني: “واحدة كانت بتحبك… وجت لي قبل الخطوبة… وقالت لي إنها هتنتقم لو اتجوزت غيرها.” حسّيت الدنيا بتلفّ، كل تفصيلة صغيرة كنت فاكر إنها صدفة طلعت جزء من كابوس محبوك.

رجعت البيت وأنا مش قادر أتنفّس. دخلت من الباب لقيت مراتي واقفة في الصالة، شعرها مبلول، وابتسامتها ثابتة… ثابتة بطريقة مرعبة. قربت مني وقالت بنبرة باردة: “اتأخرت ليه؟” ماعرفتش أرد. كل اللي عرفته إن الحقيقة اللي كنت بدوّر عليها… بتبدأ من هنا. وإن اللي جاي… أسوأ بكتير من اللي فات.

… وفي الصفحة الثالثة، ستنكشف مفاجأة لا يمكن تخيّلها… وستعرف من هي زوجته الحقيقية.
استعدي…