قصة من أول يوم جواز ليا وأنا قافل من مراتي
في الليلة دي، فضّلت صاحي، مش قادر أقفل عيني لحظة واحدة. كل حركة في البيت كانت تخليني أرتجف. وقررت إني أراقبها. الساعة ٣ الفجر، سمعت صوت خطوات خفيفة، خطوات مش بشرية، خطوات زحف تقريبًا. فتحت باب غرفتي شِعرَة، ولقيتها ماشية على أطراف صوابعها، جسمها ملوّي بطريقة مستحيل تكون طبيعية. كانت رايحة نحو المطبخ، وسمعت همهمة غريبة طالعة منها، صوت بين الضحك والبكاء. قلبي وقع. قلبي حرفيًا وقع.
اتبعتها بهدوء، ولما قربت من المطبخ، شفت المنظر اللي أنهى أي أمل كان جوايا. كانت واقفة قدام المرآة، ووشها… وشها كان مختلف تمامًا. كأن طبقة بالكامل من ملامحها اتشالت وبان اللي تحتها. ملامح حدّ تاني. حدّ مخيف. حدّ ما كنتش أتخيل إنه يعيش جنبي. وشها الأول كان مجرد “قناع”. حرفيًا… قناع معموله شغل. قناع معمول عشان أخد خطوة الجواز. وعرفت وقتها إن الكلام عن العمل مش خرافة… ده حقيقة.
وقفت قدامي فجأة، كأنها حست بيا. بصّتلي بابتسامة باردة وسألت: “كنت فين يا حبيبي؟ عند عمّتك؟ قالتلك إيه؟” ارتعبت. نطقت بالعافية: “قالتلي… كل حاجة.” فابتسمت أكتر وقالت جملة عمرها ما هتروح من وداني: “حلو… يبقى فاضل خطوة واحدة… وأكون أنا وانت… للأبد.”
ساعتها فهمت. فهمت إن اللي قدّامي مش مراتي… ولا حتى شبيهتها. دي روح لابسة جسم. دي حدّ تاني. حدّ اتزرع. حدّ اتبعت. وخطوتها الأخيرة… كانت جايّة. ومع أول حركة منها نحوي… النور قطع. والبيت اتقفل علينا.

تعليقات