قصة رفض طبيب علاج ابنة رجل أسود

قصة رفض طبيب علاج ابنة رجل أسود

لم يكن صباح اليوم التالي عاديًا داخل مستشفى سانت ماري. ازداد الهمس بين الموظفين، وتضاربت النظرات في الممرات، كأن الجميع ينتظر حدثًا كبيرًا سيقلب المستشفى رأسًا على عقب. ريتشارد هايز دخل وهو يراجع جدول مواعيده، دون أن يدرك أن يومه لن يشبه أي يوم مرّ عليه سابقًا. أحسّ لأول مرة بأن شيئًا غير مريح يلوح في الأفق، لكنه تجاهله كالعادة، معتمدًا على مكانته ونفوذه وثقة الإدارة العمياء به.

في الوقت نفسه كانت إيميلي توريس تصل إلى المستشفى بعينين محمرّتين من السهر، لكنها تحمل شعورًا بالرضا؛ لأنها أنقذت حياة طفلة بريئة كاد الإهمال أن يودي بها. لم تكن تتوقع أن ما فعلته بدافع الإنسانية سيضعها في قلب عاصفة سياسية وإدارية لا تخطر على بال أكثر الأطباء خبرة. دخلت غرفة الاستراحة، فوجدت زميلاتها يحدّقن بها في صمت، ثم تنهال عليها الأسئلة والهمسات. عندها فقط أدركت أن ما حدث لم يعد سرًا.

ماركوس جرين، الذي قضى الليل جالسًا قرب سرير ابنته، كان قد اتخذ قرارًا لا رجعة فيه. لم يخبر أحدًا من موظفيه بما حدث، لكنه اتصل مباشرة بأكبر أعضاء مجلس إدارة المستشفى. لم يكن صوته مرتفعًا، لكنه كان ثابتًا وقاسيًا، يحمل غضبَ أبٍ رأى ابنته تُهان في لحظة ضعف. شرح ما فعله الدكتور هايز، وكيف طُرد من غرفة الطوارئ لأن شكله “لا يليق بقدرة الدفع”. لم يستغرق الأمر طويلًا حتى أدرك المجلس أن الأمر قد يتحول إلى فضيحة كبرى إن لم يتحركوا بسرعة.

وعندما وصلت الساعة التاسعة صباحًا، صدر القرار الذي لم يتوقعه أحد. استدعي الدكتور هايز إلى مكتب الإدارة فورًا. لم يستغرق الاجتماع خمس دقائق، إذ كانت الأدلة واضحة، والشهادة المقدمة من الممرضات كافية لتدمير سمعته تمامًا. خرج من المكتب شاحبًا، يحمل ظرفًا بنيًا صغيرًا، ويده ترتجف وهو يقرأ الكلمة المكتوبة في أعلاه: مُنهى خدماته.

⧫⧫ تابع الصفحة الثانية… الأحداث ستنقلب بشكل أكبر ⧫⧫