قصة امبارح أخويا الصغير كان بيلعب بالتليفون بتاعي
كنت واقف ثابت، مش قادر أتحرك ولا حتى أتنفس طبيعي، وكل اللي سمعته بعدها كان همس خفيف جاي من فوق، همس بيقرب أكتر وأكتر لحد ما بقي فوق وداني مباشرة. نفس الصوت اللي كنت بسمعه في المكالمات، نفس الشهقة اللي كنت أعرفها، بس المرة دي كان فيها غضب، غضب يخوّف أي إنسان. حاولت ألف وأشوف، لكن رجلي كانت متسمرة في الأرض كأني مربوط بسلاسل مش شايفها. وكل جزء في جسمي كان بيصرخ اهرب لكن عقلي واقف مكانه.
ثواني بعدها، حسيت بلمسة باردة على كتفي، برودة أقرب لبرودة الموت نفسه. اللمسة كانت تقيلة كأن حد واقف ورايا، حد له وزن، له وجود، مش خيال. قلبي كان على وشك يوقف من الرعب، وعينيا دمعت من شدة الخوف، لكني لفيت بالعافية، لفيت بالعافية وأنا مستعد أشوف أي شيء… إلا اللي شوفته. كانت واقفة قدامي، شكلها نفس الشكل اللي كنت بحبه سنين، بس ملامحها مش هي، ملامح غريبة ومش طبيعية، نصها بيبكي ونصها بيصرخ، وعنيها جاحظة بشكل يخوّف حتى الشياطين.
وقفت تبصلي فترة طويلة، فترة حسيت فيها إن الزمن نفسه وقف. كانت بتتكلم بس من غير صوت، شفايفها بس اللي بتتحرك، وكأنها بتقول كلام مش مخلوق للبشر يسمعوه. وبعدها بثواني نطقت كلمة واحدة مسموعة، كلمة خلتني أنهار من جوا: “اتأخرت”. بعدها الدنيا كلها اتشوشت قدامي، صوت ضحك عالي، وصدى خطوات كتير بيدور حواليّ من غير ما أشوف حد، كأن المكان اتملّى بأرواح مش شايفها.
حاولت أمسك الموبايل، يمكن اتصل بحد، يمكن ألاقي نور، أي حاجة، لكن إيدي كانت بتترعش لدرجة إنه وقع مني على الأرض. الضوء بتاع الشاشة نَوّر جزء من الأرض، وبالصدفة نَوّر حاجة غريبة جدًا… كانت رجليها مش ملامسة الأرض. جسمها واقف، لكنها مش واقفة… كانت معلّقة، كأنها بتحوم في الهوا، وده كان أسوأ مشهد شوفته في حياتي. كنت هصرخ لكن الصوت مخنوق، كأن حد ماسك حنجرتي.
⧫⧫ الصفحة الثالثة… النهاية اللي ما تتوقعهاش نهائيًا ⧫⧫

تعليقات