قصة امبارح أخويا الصغير كان بيلعب بالتليفون بتاعي

قصة امبارح أخويا الصغير كان بيلعب بالتليفون بتاعي

بعد لحظات من الرعب اللي كنت خلاص هفقد فيها وعيي، النور اشتعل فجأة في الدور اللي فوق، نور أصفر ضعيف، لكنه كان كفاية يخليها تختفي بالكامل. اختفت كأنها دخان، كأنها ماكانتش موجودة، كأن كل اللي حصل كان حلم… لكن أثر لمستها كان لسه على كتفي، وبرودتها لسه في جلدي، ومكانها على الأرض لسه فاضي قدامي. فضلت واقف مش قادر أتحرك، لحد ما النور بدأ يطفي ويولع لوحده، كأنه بيبعتلي إشارة أطلع فوق.

جمعت شجاعتي بالعافية، وطلعت السلم الخشبي اللي كان بيصرّخ تحت رجلي. لما وصلت للدور اللي فوق، لقيت غرفة واحدة بابها مفتوح شوية. قربت منها وأنا مش عارف هل بدخل برجلي ولا بدخل بروحي. الباب فتح لوحده، وبمجرد ما نَوّر الموبايل شفت منظر خلاني أرجع خطوتين لوراء… كانت صورتها، صورتها اللي اتصورتها معايا قبل ما تموت، محطوطة على الأرض، حواليها خطوط غريبة مرسومة كأنها طقوس. وعند الصورة كان في موبايل… موبايلها.

مسكت الموبايل بإيدي المرتعشة، ولما لمسته اشتغل لوحده. الشاشة نورت، ظهرت رسالة واحدة بس، رسالة هي اللي خلصت كل حاجة وفسرت كل حاجة:
“أنا ماكنتش عايشة بعد الحادث… لكن في حد تاني كان عايزك، واستخدم صوتي”.
الجملة دي ضربت عقلي زي صاعقة، حسيت كأني واقع في حفرة مالهاش آخر. كل المكالمات، كل الرسائل، كل الزيارات الليلية… ماكانتش هي. كان شيء تاني، شيء استخدم صورتها وصوتها وذكرياتي معاها عشان يقرب مني. وبعدها بلحظات، الموبايل فصل وما اشتغلش تاني.

لكن قبل ما أمشي من المكان، سمعت صوت ضعيف جاي من آخر الغرفة. الصوت كان مختلف… أهدى، وأنعم، وأقرب للصوت اللي كنت أعرفه. قالت جملة واحدة بس، جملة خلت الدموع تنزل على خدي:
“اهرب… قبل ما يرجع”.

خرجت من المبنى وأنا بجري، قلبي هيوقع، ونفَسي متقطع، ولحد النهار ده… كل ما ييجي الليل، يجيني إشعار غريب على الموبايل…
“شبكة جديدة اكتُشفت: شهد“.