لقصة كان قد مرّ عامان على وفاة زوجتي

لقصة كان قد مرّ عامان على وفاة زوجتي

مزّقت الظرف ببطء، وكأنّني أخشى أن يتحوّل إلى رماد قبل أن أتمكن من قراءة محتواه. في الداخل كانت رسالة قصيرة، تسع جمل فقط، لكنها كانت كافية لتغيير كل شيء ظننته عن زوجتي. كتبت كلارا: «إذا وصلتك هذه الرسالة، فهذا يعني أنهم وجدوا لوكاس. هناك امرأة تشبهني، ولكنها ليست أنا. لا تدعها تأخذه مهما حدث.» شعرت بحرارة غريبة تنتشر في صدري، مزيجًا من الخوف والغضب والحنين الذي عاد فجأة ليضربني من الداخل. من هم؟ ولماذا يشبهونها؟ ولماذا يريدون ابني تحديدًا؟

تابعت القراءة، وقد بدأ خطّها يرتعش كلما اقتربت من النهاية: «لقد لاحظت وجودها قبل الحادث بأشهر. كانت تظهر في الأماكن التي أذهب إليها، تراقب لوكاس من بعيد. ظننتها مجرد امرأة تتبعنا بلا سبب… لكنني اكتشفت أنّ هناك من يصنع نسخًا من الوجوه.» توقّفت لبرهة، أحاول أن أستوعب المعنى. هل تحدثت كلارا عن مشروع سري؟ عن أشخاص يعيدون تشكيل الملامح؟ أم عن شيء أبعد من العلم… أقرب إلى الظلام؟ كل الاحتمالات بدت مرعبة، لكنها جميعًا كانت أقل رعبًا من فكرة أنهم ما زالوا يبحثون عن ابني.

كان آخر سطر هو الذي جعل قدميّ ترتجفان: «إذا رأيتها مرة أخرى… اعلم أنّ الوقت قد نفد. خذ لوكاس وارحل.» جلست على الأرض، الرسالة في يدي، أسمع صوت تنفسي يتسارع وكأنني أركض رغم ثباتي. لم أعد أستطيع تجاهل الحقائق: المرأة التي رأيتها اليوم لم تكن مجرد شخص يشبه كلارا… كانت هي نفسها المرأة التي لاحقت زوجتي قبل عامين. ولوكاس… لم يكن ظهورها له مجرد صدفة. كان الهدف. كان الحلقة الناقصة التي يبحثون عنها.

رفعت رأسي فجأة عندما سمعت صوته يأتي من غرفته، صوتًا ناعمًا يكاد لا يسمع، لكنه حمل كل الرعب الذي حاولت تجاهله. قال لوكاس وهو نائم: «بابا… ماما واقفة برا… وعم تقول افتح الباب.» شعرت بالدم يتجمّد في عروقي. لم أجرؤ على الحركة. لم أجرؤ حتى على التنفّس. لأنني كنت أعلم… أن كلارا الحقيقية كانت تحت التراب منذ عامين. وما يقف خلف الباب… لم يكن زوجتي.