قصة هاي كنتُ راكعًا أمام قبر ابنتي

قصة هاي كنتُ راكعًا أمام قبر ابنتي

حملت كلوي إلى غرفتي، بعيدًا عن أعين فانيسا وكولبي، وأغلقت الباب بإحكام قبل أن أعود لأتأكد من أن المنزل آمن. كان قلبي ينبض بوتيرة غير منتظمة، يطالبني بأن أفتح عيني على أمور لم أشأ النظر إليها من قبل. في تلك اللحظة، انتبهت إلى أمر غريب: الباب الخلفي للمنزل كان غير مغلق جيدًا، رغم أنني أقفلته بنفسي قبل خروجي إلى المقبرة. كان القفل مخدوشًا بطريقة توحي بأن أحدهم حاول فتحه… أو ربما دخله بالفعل. شعرت بثقل بارد يستقر في معدتي، لأن ما أدركته في تلك اللحظة لم يكن مجرد شك… كان يقينًا بأن أحدًا ما كان ينتظر عودتي.

دخلت مكتبي كي أرتّب أفكاري، فرأيت شيئًا لم يكن موجودًا قبل خروجي: ملف صغير على طرف المكتب، موضوع بعناية كأن شخصًا ما أراد أن أراه. فتحته بيد مرتجفة، فوجدت صورًا التُقطت من كاميرات مراقبة لا أعرف مصدرها. صور لكلوي، ليست من الماضي… بل من الأسابيع الأخيرة. كانت في أماكن مختلفة: مستودعات مهجورة، شوارع معتمة، وساحات خلفية لمبانٍ صناعية. وفي كل صورة، كانت هناك يد أو ظل أو نصف وجه يظهر بجانبها… وجه يشبه أخي كولبي. شعرت بصدمة كهربائية تجتاح جسدي، كأن العالم كله تكسّر من حولي في لحظة واحدة.

تحركت نحو الدرج الحديدي حيث أخفيت مسدسًا لم ألمسه منذ وفاة زوجتي الأولى. لم أكن واثقًا مما سأفعله، ولكنني كنت أعلم شيئًا واحدًا: كلوي في خطر، والوحوش الذين أخذوها قد يكونون داخل بيتي الآن. وما إن أمسكت بالسلاح، حتى سمعت وقع خطوات ناعمة خلف الباب. توقفتُ عن التنفس، ورفعت فوهة المسدس نحو الباب الذي فُتح ببطء… لتدخل فانيسا، وهي تحمل كوبًا من الشاي كما تفعل كل ليلة. لكن هذه المرة… كانت نظرتها غريبة، ثابتة جدًا، وكأنها تعرف أكثر مما تقول. وضعتُ الكوب عني دون أن أشرب، ولاحظتُ أنها كانت تراقب يدي بدقة، كما لو أنها تنتظر رد فعل معين.

وقفتُ أمامها، أحاول قراءة ملامحها، لكنها بادرت بالكلام بصوت هادئ أكثر مما يجب: «ماركوس… سمعت ضجة. هل كل شيء بخير؟» لم أجب مباشرة، بل سألتها أين كان كولبي قبل قليل، فارتبك وجهها للحظة قصيرة قبل أن يعود إلى هدوئه المصطنع. قالت بصوت منخفض: «إنه في مكتبه… يعمل.» لكنني كنت أعرف أن هذا غير صحيح. كولبي لم يعمل يومًا بعد الثامنة مساءً، إلا إذا كان يخفي شيئًا. وهنا أدركت أن الوقت لم يعد في صالحنا… وأن كلوي لم تهرب فقط من الغرباء، بل من أشخاص ظننتُ أنهم أقرب الناس إليّ.

وفي الصفحة الثالثة… يظهر السر الأول الذي حاول كولبي وفانيسا دفنه مع “جثة” كلوي. وستعرف لماذا عادَت ابنتك الآن… وما الذي كانت تهرب منه طوال هذا الوقت..