قصة كان زوج أمي يعمل عاملَ بناءٍ

قصة كان زوج أمي يعمل عاملَ بناءٍ

كان الرجل على الأرض يتنفس بصعوبة ويحدق في السماء كما لو أن الوقت عنده توقف.
التفتت إليه فوجدت تاتاي يمسك يده ويده ترتجف من البرد أو الخوف، لم أعرف أيهما.
قال بصوت خافت كمن يهمس بسر محرم: لقد كانوا يطاردونه لأنه عرف شيئًا خطيرًا.
ثم رفع عينيه نحوي وقال لي: ابنك يجب أن يعرف من هو حقًا قبل أن يصبحوا هنا.

قلبت أوراق الملف المرتجفة بين يديّ وكأنني أبحث عن ذكر اسمي فيها.
وجدت صورة قديمة لرجل يمسك طفلاً صغيرًا في ظرف مطوي بالزمن.
الاسم المكتوب بخط متعرج كان مختلفًا عن اسمي الحالي بكثير.
فهمت أن شيئًا في الماضي قد تم تغطيته بعناية بدموع وصمتٍ طويل.

تاتاي جلس بقربي مائلاً كأن ظهره يحمل حملاً لا يقدر عليه.
قال إنه قبل سنوات حمل طفلاً من بين الركام وأنقذه من موتٍ محتّم.
قال إن الرجل المحتضر كان يحرس شاحنة؛ شاحنة تحمل مستندات قد تقلب حياة ناس كثيرة.
همس: لقد وضعوا اسمًا جديدًا على هوية ذلك الطفل حتى يختفي من أعينهم.

اقتربت كلوي ببطء على الأريكة وصوت أنفاسها حفيف خفيف كنسمة.
نظرت إليّ بعيون تحمل سؤالًا لم تستطع كلماتها حمله بعد.
همست ببطء: هل هم الذين أخذوني؟ وارتجفت شفتاها وكأنها تحاول تذكر رائحة مكان ما.
لم أكن أعرف ماذا أقول لها فأمسكت يدها وأخبرتها أني سأحميها مهما كلفني ذلك.

في الصفحة التالية ستعرف الحقيقة عن الشاحنة الزرقاء
في الصفحة التالية ستعرف من هم “هم” ولماذا يبحثون عنك

في الليل التالي خرجت مع تاتاي إلى مكانٍ بعيد عن أضواء المدينة.
قادنا الطريق إلى ساحة مهجورة حيث أوقف رجلان شاحنة زرقاء قديمة بجانب مخزن.
كانت الشاحنة مغطاة ببقع الطين وملصق نصف ممزق عليه شعار شركة غير معروفة.
قلبي رقص وسط صدري كما لو أن الزمن يعود إلى سنوات أخفت فيها أسرارًا.

وقف تاتاي أمام الباب وكأنه يعود لذكرى لا يريد أن يعيشها ثانية.
فتح الرجلان الباب ببطء وكأنهما يتوقعان ضيفًا غير مرحب به.
في الداخل كانت هناك صناديق مكدسة ومجلدات مربوطة بحبال قديمة.
أخرج أحدهما مجلدًا وسلمه لتاتاي قائلاً: هذا ما طلبته قبل سنوات.

فتح تاتاي المجلد وبدأت أوراق تتهاوى كأنها تحكي حكاية قديمة.
كانت صورًا ووثائق تشير إلى شبكة تاجرِ تأثيرٍ استخدمت وثائق مزيفة لتهجير أطفال.
وكان في الأسفل اسم صغيرٍ مكتوب بخطٍ متعرج هو اسم طفلي الحقيقي.
صرخت روحي بصمت: كل شيء كان مخططًا، وهويتي لم تكن مجرد خطأ.

في العتمة كانت خطوات تقترب من الشاحنة وكأن العالم كله قد استيقظ.
أمسك الرجلان سلاحيهما وكأنهما يشعران بأن الليلة لن تمر بهدوء.
ركضتُ لأحمي المجلد من بين يدي تاتاي وكفّ يدي ترتجفان كأنّني أمسك بقدرٍ من النار.
لكن قبل أن نغادر، سمعنا صوت سيارة تقترب بسرعة كأنها تبحث عن شيء ثمين.

في الصفحة التالية ستنكشف خطة اختفاء الهوية والعديد من التفاصيل الغريبة…….