قصة كان زوج أمي يعمل عاملَ بناءٍ
خرجت السيارة ووقف عند الشاحنة رجلٌ طويل القامة بوجهٍ شاحب.
نزل الرجل ببطء ورفع يده كمن يريد أن يتحدث لا أن يقاتل.
نظر إلى تاتاي بعينين مليئتين بالندم وقال بصوتٍ مرتعش: كنتُ أخاف على عائلتي.
ثم أشار إلى المجلد وقال: كل ما فعلناه كان لتأمين سلامة الطفل… لكنهم لم يتركوه بعد.
سمعنا في تلك اللحظة صوت صفّارات يقترب من بعيد بسرعة.
الرجل الطويل تراجع وقال إنه كان موظفًا حكوميًا سابقًا في ملف الترحيل.
اعترف أنه كان جزءًا من خطة ضخمة لإخفاء أطفال كانوا في خطر، وأن اسمي تم تغييره لحمايتي.
قال بصراحة مرهقة: لقد وضعنا هويتك الجديدة كي تضيع في أزقة العالم الآمن لنا ولك.
تجهّم وجه تاتاي وكأنه يحمل وزر العالم كله، ثم همس: لم أخبرك قبل لأنني خشيت أن أخسرك.
نظرت إلى أوراق المجلد فوجدت توقيعًا لاسم رجلٍ معروف في المدينة.
كان هناك ختم يظهر أن الوثائق أُصدرت بترتيبٍ رسمي وبصمتٍ ممنهج.
وعرفت أن الخطر لم ينجلي بعد وأنّ من وضعوا الهوية الحقيقية قد يجعلون أي شيء للعثور عليّ.
تقدّم صوت خطوات شرطة يقترب والملف النار في يديّ يثقّل كحمى.
صاح الرجل الطويل فجأة أنه يريد الإفصاح عن كل شيء مقابل حماية.
تاتاي أمسك كتفيّ وقال لي بهمسٍ قاسي: لا تترك الأمور في يد أحدٍ لا تثق به.
سحبنا المجلد وأخذناه معنا راكضين في ليلة تتبدّل معالمها كل ثانية.
في الصفحة التالية ستبدأ المواجهة مع أول المسؤولين
ستعرف كيف تحولت سرقة الهوية إلى إنقاذ حياة…

تعليقات