قصة كان زوج أمي يعمل عاملَ بناءٍ

قصة كان زوج أمي يعمل عاملَ بناءٍ

وصلنا إلى المنزل ونحن نظراتنا مشتعلة بالخوف والحزم.
اتصلتُ بأصدقاءٍ أثق بهم وأرسلت نسخًا من الوثائق لعنوان بريدٍ مختفٍ.
فانيسا وكولبي لاحظا العبء على وجهي لكنهما تصرفا كأنهما لا يرغبان في معرفة الحقيقة.
كلوي جلست في الغرفة تراقبنا بعيون صغيرة لكنها لن تبقى طفلة إلى الأبد.

في اليوم التالي أتى محققٌ من خارج المدينة يحمل سؤالًا وابتسامة مُرتعشة.
سألنا عن الشاحنة الزرقاء وعن الشخص الطويل وعن المجلدات؛ قلت كل ما رأيت دون تزيين.
المحقق كتب ملاحظاته وطلب الحماية لنا إذا لزم الأمر لكنه وعد بالتحري.
ورغم وعوده، شعرت أن بعض الأصوات في المدينة قد بدأت تُستيقظ وتبحث عن إجاباتها.

تاتاي جلس معي وفتح قلبه لأول مرة بسردٍ طويل عن الماضي.
روى كيف أن الرجل الذي أنقذتَه كان والد صديقه الذي تعرف إليه منذ زمن.
قال إنهم اتفقوا على خطة مؤلمة: تزييف هوية طفلٍ حتى ينجو بعيدًا عن شبكة تجارة وفساد.
وأضاف أن قرارهم كان مؤلمًا لكنهم لم يتوقعوا أن الظلال ستتبُع الطفل بعد سنوات.

ليلة طويلة قضيناها نستعيد تفاصيلٍ صارت خيوطًا في نسيج حياتنا.
وعرفنا أن الخطر اقترب أكثر مما توقعنا لأن من يريدون العثور عليّ لم يتوقفوا مطلقًا.
أقسمت أن أحمي كلوي وأن أجلب الحقيقة إلى الضوء مهما كانت التكلفة.
وقبل أن نغلق الباب على الليلة، سمعنا همسًا خفيفًا من خلف الستار كتحذير أخير.