قصة كان ابنُ الملياردير يعاني آلامًا

قصة كان ابنُ الملياردير يعاني آلامًا

كان الجهاز في يد روزا يلمع كالخطر ذاته، قطعة صغيرة لكنها محمّلة بمعنى كارثي.
اقترب أوغوستو بخطوات متعثرة، وعيناه لا تفارقان ذلك الشيء الذي خرج من رأس ابنه.
مدّ يده ليلمسه، لكنه سحبها فورًا وكأنه لمس جمرة.
سأل بصوت خافت: “ما هذا؟ من وضعه؟”

لم تتكلم روزا، بل سحبت من جيبها قطعة البلاستيك التي وجدتها في الوسادة.
كانت القطعتان متطابقتين، كأنهما جزءان من منظومة واحدة.
عند رؤيتها، ازداد وجه أوغوستو شحوبًا حتى بدا كلوح رخام.
همس: “هذا… هذا شعار شركتي.”

وقع قلب روزا في صدرها وهي تسمع كلماته، لكنها انتظرت منه تفسيرًا.
جلس أوغوستو على طرف السرير، وجهه بين يديه، كمن تصطدم حياته بجدارٍ صلب.
روى بصوت مكسور أن شركته اشترت قبل سنوات قسمًا متخصصًا في تقنيات تعديل السلوك للأطفال.
وكان المشروع قد أُلغي بعد اكتشاف مشكلات أخلاقية… لكن بعض الأجهزة اختفت.

رفعت روزا الجهاز وقالت له إن بيانكا كانت تغيّر الوسادة بنفسها.
إنها كانت تمنع الأطباء من لمس رأس الطفل.
وإنها كانت تدير جدول المهدئات وحدها بطريقة لا تتناسب مع حالته.
وفي تلك اللحظة فقط، فهم أوغوستو ما لم يجرؤ عقله على تصديقه.

سمعا فجأة صوت باب يُفتح أسفل السلم.
كانت خطوات ثابتة… بطيئة… تعرف طريقها جيدًا داخل المنزل.
التفتا نحو الممر، والظلام ينسحب مع ظلٍّ طويل يتقدم نحوهما بلا خوف.
كانت بيانكا… تحمل ملفًا أسود بيد، وابتسامة باردة باليد الأخرى.