قصة كان المليونير قد تظاهر بأنه نزيل في الفندق

قصة كان المليونير قد تظاهر بأنه نزيل في الفندق

بعد نهاية الاجتماع، طلب ماتيوس من كلارا مرافقته في جولة داخل الفندق، ليس بصفته مالكًا يُقيّم منشأته، بل كقائد يبحث عن عيون ترى ما لا يراه الآخرون. كانت خطواتها مترددة في البداية، لكنها سرعان ما بدأت تشير إلى تفاصيل صغيرة تُحسّن تجربة الضيوف: زوايا تحتاج إعادة ترتيب، لافتات يجب تحديثها، وطريقة أفضل لتنظيم عربات الخدمات. استمع إليها باهتمام كامل، ولم يقاطعها مرة واحدة، مما جعلها تتحدث بثقة أكبر. كان يلاحظ أنها لا تملك المعرفة اللغوية فقط، بل عقلًا إداريًا متقدًا لم يُمنح فرصة واحدة سابقًا. شعر وكأنه اكتشف جوهرة كانت مُهملة في الرمال.

وعندما وصلا إلى صالة الاجتماعات، استوقفت كلارا كرسيًا مهترئًا وحدّثته عن شكوى سابقة تجاه أثاث مهمل لم يُستبدل منذ سنوات. أخبرها أنه ممتن لأنها تلاحظ هذه التفاصيل على الرغم من أنها ليست مسؤولة عنها تقنيًا. ضحكت بخجل وقالت إنها تحب المكان وتريد أن يظهر بأفضل صورة، حتى لو لم يرها أحد. تلك الجملة أثرت فيه أكثر مما توقعت، فهي لخصت ما كان يبحث عنه: ولاء حقيقي من موظفة تُعامل بأقل مما تستحق بكثير. أدرك أنه تأخر كثيرًا قبل أن يكتشفها، وأن أوتافيو لو بقي أكثر ربما كان سيدفعها للرحيل نهائيًا.

وبينما كانا يمران قرب غرفة الغسيل، مرت مجموعة من الموظفات فابتسمن لكلارا بحرارة. همست إحدى السيدات بأنها فخورة بها، فشعرت كلارا بدمعة خفيفة تتجمع في زاوية عينها. كان التأثير العاطفي لطرد أوتافيو لا يزال يتردد بين الجميع. طلب ماتيوس من موظف الموارد البشرية الذي رافقه أن يدوّن أسماء كل العاملين الذين أظهروا احترافًا في أصعب الظروف. أراد أن يعرف من بقي يعمل بإخلاص رغم الإدارة السيئة السابقة. شعر بأن إعادة بناء الثقة داخل هذا المكان ستكون التحدي الأكبر، لكنه سعيد بالبدء من الموظفة التي أثبتت أنها قادرة على تغيير يوم كامل بمكالمة هاتفية واحدة.

وعندما عادوا إلى المكتب، وجد أن لوانا ما زالت تنتظر، ظنًا منها أن قرار طردها نهائي ولا يمكن التراجع عنه. ابتسم لها وقال إن ما حدث معها كان ظلمًا، وإن طردها يُلغى فورًا. لم تستطع لوانا تمالك دموعها وشكرت كلارا لأنها السبب غير المباشر في كشف الحقيقة. بدا المشهد مؤثرًا للجميع، وكأن الفندق يستعيد نفسه تدريجيًا بعد سنوات من الخوف والصمت. شعر ماتيوس بأنه لم ينقذ موظفين فقط، بل صحح مسار مؤسسة كاملة. وخلال تلك اللحظة، شعر بارتياح يشبه ردة فعل إنسان يزيل وزرًا كبيرًا عن قلبه.

الصفحة الثالثة تحمل المفاجأة الأكبر…