قصة كان المليونير قد تظاهر بأنه نزيل في الفندق

قصة كان المليونير قد تظاهر بأنه نزيل في الفندق

كانت ردة فعل الموظفين خليطًا بين الصدمة والراحة، فقد كانوا يعرفون أن أوتافيو يمثل عبئًا يوميًا عليهم جميعًا. حدّق ماتيوس حوله بعينين تبحثان عن كلارا، فوجدها تقف خلف الباب الزجاجي، تتردد إن كان عليها الدخول أم لا. أشار لها بلطف، فخطت خطوة واحدة إلى الداخل، متوترة ويداها معقودتان أمامها. أدرك أنها تعيش صراعًا بين خوفها من العقاب السابق ودهشتها مما يحدث أمامها فجأة، ولم يكن يريد أن يزيدها ارتباكًا. جلس إلى الطاولة وأشار للكرسي المقابل له، وكأنه يدعو موظفة تنفيذية لا عاملة تنظيف بسيطة. كان هذا أول دليل على أن الأمور لن تبقى كما كانت.

وعندما جلست كلارا، لاحظ ماتيوس ارتجاف أناملها، فسألها بهدوء عن عملها، وشكرها على احترافيتها مع النزلاء. رفعت رأسها بخجل وقالت إنها درست اللغات في الجامعة لكنها اضطرت للعمل في التنظيف بسبب الظروف المادية. كان صوتها يحمل قوة داخلية رغم انكسارها الظاهر، وأدرك أنه أمام موهبة نادرة تُهدر يوميًا في أروقة الفندق من دون أن يلاحظها أحد. حاولت لوانا—التي كانت ما زالت مصدومة من طردها—أن تبتعد، لكن ماتيوس ناداها طالبًا منها البقاء. كان يشعر أن هناك إعادة ترتيب كبيرة ستبدأ من اللحظة نفسها. لم يكن يريد أن يمر هذا اليوم مرورًا عاديًا، بل أن يترك بصمة جديدة في حياة كل منهما.

وفي تلك اللحظة، وصل المدير القانوني حاملاً ملفًا يحتوي على شكاوى متراكمة ضد أوتافيو، بعضها تجاه موظفين لم يجرؤوا يومًا على الاعتراض. شعر ماتيوس بالغضب وهو يقرأ بعض الصفحات، وتساءل كم من الوقت سُمح لهذا المدير بأن يتصرف بهذه الوحشية من دون رقابة. أعاد الملف وبدا واضحًا أن كلارا كانت إحدى ضحاياه الأكثر تعرضًا للتضييق. نظر إليها نظرة مطمئنة، كأنه يسحب من قلبها شوكة كانت عالقة منذ زمن طويل. تنفست كلارا بعمق، وشعر الجميع بأن الهواء نفسه أصبح أخفّ وأقل توترًا في القاعة.

ثم التفت ماتيوس للجميع وأعلن أن الفندق سيدخل مرحلة جديدة تعتمد على احترام الموظفين قبل إرضاء النزلاء. قال إن فريق العمل هو رأس المال الحقيقي، وإن أي مهارة استثنائية—كالتي تملكها كلارا—يجب أن تُصان لا أن تُعاقَب. طلب تجهيز تقرير كامل عن الموظفين أصحاب الكفاءات الخفية، وأمر بإعادة تقييم المناصب الحالية. ارتسمت الدهشة على الوجوه، خصوصًا عندما أشار إلى أن بعض الأدوار القيادية ستُعاد هيكلتها حسب الأداء لا حسب العلاقات. شعر الموظفون للمرة الأولى بشيء يشبه الأمل، وكأنهم يرون بابًا جديدًا يفتح أمامهم بعد سنوات من الظلم والصمت.

تابعوا الصفحة الثانية… الأحداث تأخذ منعطفًا مفاجئًا.