قصة عندما كانت توقّع أوراق الطلاق

قصة عندما كانت توقّع أوراق الطلاق

خرج من المحكمة دون أن يلتفت، لكن ما إن وصل إلى الدرج الخارجي حتى شعر بأن الهواء أكثر برودة مما اعتاد، وكأن المبنى نفسه يدفعه للرحيل بسرعة. وقف لحظة يتمتم لنفسه: «انتهى كل شيء… أخيرًا». لكنه لم يدرك أن النهاية ليست سوى بداية ما لم يكن يتوقعه. فبينما كان ينزل الدرج، لمح رجلين يقفان بجانب سيارة سوداء بملامح غير مألوفة، يراقبانه بدقة غريبة.

تابع خطواته دون أن يظهر قلقه، لكن إحساسًا داخليًا جعله يتوقف قبل أن يصل إلى سيارته. شيء ما كان ينذر بالخطر، كأن خيطًا غير مرئي يشدّه إلى الخلف. وبينما حاول فتح الباب، ظهر رجل ثالث وقال له بصوت بارد: «أرڤِند سينغ؟ نحتاج أن تأتي معنا فورًا». تراجع خطوة، فقد بدا واضحًا أنهم ليسوا من الشرطة، ولا من المحكمة، ولا من الشركة. كان في أعينهم شيء ثقيل يشبه الانتقام.

سألهم بحدة شبه هادئة عن هويتهم، لكن أحدهم اقترب أكثر وقال: «نحن هنا بسبب… راديكا». انقبض صدره فورًا، فقد عرف في تلك اللحظة أن ما حدث داخل المحكمة لم يكن نهاية الحرب بل مجرد بداية المعركة الحقيقية. أدرك أن عائلة راديكا، التي لطالما اشتهرت بالسلطة والعنف، لن تقبل سقوط ابنتهم بهذه السهولة. وفجأة شعر كأن خطواته تغوص في أرض غير مستقرة.

قبل أن يكمل الحديث، اتسعت عيناه حين ظهر رجل آخر من الخلف ممسكًا بملف مكتوب عليه اسمه بالكامل. فتحه أمامه بسرعة وأظهر أوراقًا تحمل معلومات لم يُطلع عليها أحد. كانت معلومات شخصية، بنكية، وسجلات خاصة لا يعرفها إلا أشخاص مقرّبون. فهم في تلك اللحظة أنهم لم يأتوا فقط للتهديد… بل لشيء أعقد وأخطر مما تخيّل.

في الصفحة الثالثة… ما السر الذي يخفيه الملف الأسود؟
وهل كانت راديكا الجاني الوحيد… أم أن هناك من هو أخطر يقف خلفها؟