قصة عندما كانت توقّع أوراق الطلاق

قصة عندما كانت توقّع أوراق الطلاق

تسارعت أنفاسه وهو يقلب الأوراق، فقد وجد بينها وثائق ليست مفبركة ولا مأخوذة بالقوة، بل نسخًا طبق الأصل من ملفات كان يحتفظ بها في خزنة سرية داخل شركته. رفع عينيه نحو الرجال، وازدادت دهشته حين قال أحدهم: «أنت لست الضحية الوحيدة… زوجتك السابقة لم تكن تعمل وحدها». شعر وكأنه يتلقى صفعة جديدة لم يستعد لها. لم يعد يعرف من أين يأتي الخطر، ولا من يخونه، ولا من يحاصره.

أشار الرجل الثاني إلى ورقة داخل الملف وقدّمها له قائلًا: «ألق نظرة على التوقيع أسفل هذه الاتفاقية». مدّ يده ببطء، وعندما وقعت عيناه على الاسم المسجّل، اتسع وجهه صدمة. كان توقيع شخص يثق به ثقة مطلقة، شخص لم يكن يتصور يومًا أن يخونه. كادت قدماه تتجمدان وهو يقرأ الاسم مرة تلو الأخرى، وكأن عقله يرفض استيعاب الحقيقة القاتلة التي بدأت تتكشف.

حاول التحدث لكن الكلمات لم تخرج، بينما أكمل الرجل كلامه: «الخطة التي أسقطت شركتك تقريبًا قبل عام… لم تكن صدفة». أدرك أرڤِند فجأة أن كل الأحداث المؤلمة التي مرّ بها لم تكن مجرد سوء حظ أو ضربة قدر، بل كانت خيوطًا تُحاك ضده بإحكام. شعر بمرارة في حلقه تزداد مع كل ثانية، وكأن الغدر يلتف حوله من كل الاتجاهات حتى زادت الدوامة ضغطًا على صدره.

رفع رأسه ببطء ونظر إلى الرجال الثلاثة، ثم قال بصوت منخفض مليء بالذهول: «ماذا تريدون مني؟». أجابه أحدهم بابتسامة لا تبشر بأي خير: «نريد الحقيقة كاملة… لكن ليس هنا». أدرك أرڤِند أن حياته على وشك الدخول في فصل أشد ظلامًا من كل ما سبق، وأن ما ظنّه انتصارًا داخل المحكمة لم يكن إلا خطوة أولى نحو كشف شبكة من الخداع أخطر بكثير مما واجهه مع راديكا وحدها.