قصة واحدة صاحبتي قالتلي إن فيه واحدة ست قريبة من القاهرة طالبة شغالة

قصة واحدة صاحبتي قالتلي إن فيه واحدة ست قريبة من القاهرة طالبة شغالة

ونزلت ولقيت البواب واقف قدّامي كأنه كان مستنيني، عيونه ض narrowing وبتفحص كل تفصيلة في شكلي، حسّيت لأول مرة إن رجليا مش قادرة تشيلني من الخوف، خصوصًا وإني شايلة شنطة كبيرة شكلها يفضحني. سألني رايحة فين الفجر بالشكل ده، وصوته كان فيه لهجة اتهام واضحة، قلبي وقتها وقع، وحسّيت إن كل محاولات الهرب اللي خططت لها هتتبخر بثانية واحدة. لكن ربنا ألهمني رد بسرعة قولتله إن الست باعتني أجيب حاجات من السوبر ماركت، وإنها مستنّية تحت في العربية.

فضل البواب يبصلي نظرة طويلة، نظرة لو كانت كلمة، كانت معناها: “أنا مش مصدقك”. كنت حاسة إني لو اتلخبطت في كلمة واحدة هيرجعني فوق ويخرب بيتي، فثبت نفسي بالعافية وفضلت ماسكة أعصابي. بعدها قاللي امشي بسرعة متأخريش، وكأن ربنا فتح لي باب نجاة وأنا مش مصدقة إن قلبي لسه بيخفق. نزلت قدام العمارة ومجرد ما الهوا لامس وشي حسّيت إن في حد شال جبل من فوق صدري.

لما وصلت أول الشارع رجليا ماكانتشي مشي… كانت هروب، والجري كان بيطلع من قلبي مش من جسمي، وكل خطوة كنت خايفة ألاقي الست طالعة من تاكسي، أو واحد من ولادها شايفني، أو البواب يناديني ويقوللي ارجعي. وقفت قدام محل مخبوزات صغير، المكان كان فاضي والراجل شايف القلق في عينيّ، بس مقلتش غير “ممكن أقف هنا؟” وبس. فتحت الموبايل واتصلت بصاحبتي وأنا صوتي بيرتعش، قولتلها: “أنا خرجت… خرجت فعلًا”، وبكيت من غير صوت.

صاحبتي قالتلي تستناني وماتتحركيش، وأنا كنت واقفة في نص الشارع بتمنى تكون السيارة أسرع من خوفي، كنت خايفة الست تكتشف هروبي بدري وترجع تجري على العمارة. أول ما وصلت صاحبتي وشافت شكلي اتصدمت، قالتلي إني شاحبة وعيوني غارقة وكأني طالع من معركة خسرانة. ركبت العربية وفجأة انفجرت في بكاء هستيري، بكاء حسّيت معاه إني بطلع سمّ الشهور اللي فاتت من قلبي. أخدتني على القسم عشان نعمل محضر فقد للبطاقة قبل ما الست تتحرك ضدي.

وفرغتنا من القسم وأنا حاسة نفسي ببدأ أتنفّس، محضر الفقد كان زي ورقة أمان، بيحميني من أي تهمة ممكن تلفّقها لي الست دي، وبيثبت إني ماعنديش أي علاقة بيها رسميًا. رجعنا على بيت صاحبتي وقالتلي أقعد عندها الأيام الأولى، وكنت محتاجة مكان آمن أرتاح فيه وأقدر أرجّع نفسي. أول ليلة نمت 14 ساعة من غير ما أصحى، ماحسّيتش بعمق النوم ده من شهور طويلة، جسمي كله كان بيقول “أخيرًا… أمان”.

هل فعلاً خلصت معاناتها هنا؟
ولا القدَر كان مخبّي لها مفاجآت تانية؟ في الصفحة الثانية…