قصة واحدة صاحبتي قالتلي إن فيه واحدة ست قريبة من القاهرة طالبة شغالة
بعد أسبوعين تقريبًا، وأنا لسه ببدأ أرتاح نفسيًا، حصل شيء ماكنتش متوقعاه. صاحبتي دخلت عليا وهي مصدومة وبتقوللي: “تعالي… بصي”. فتحت تليفونها وورّتني بوست على جروب فيسبوك للمنطقة اللي كنت ساكنة فيها. الست كاتبة منشور طويل بتقول فيه إنها لقت السلاسل اللي كانت فاكرة إني سرقتهم… لقتهم تحت كوم هدوم في دولابها بعد ما كانت سايباهم مع السلاسل المتشابكة.
الناس في التعليقات كانت بتهاجمها، بيقولولها إنها ظلمتني، وإن اللي عملته مش إنساني، وإن اتهامها كان ممكن يضيع مستقبل بنت غلبانة. الست كانت بتحاول تهدي الوضع وتقول إنها كانت شاكة بسبب توترها وحالتها النفسية، لكن محدش كان متعاطف. وأنا لما شفت البوست ماعرفتش أفرح ولا أزعل… حسّيت إني منهكة، ومش مهم اعتذارها العلني، المهم إني نجيت.
ومع إن الست اعترفت إنها ظلمتني، مافكرتش ولا حتى تتواصل وتعتذر لي بشكل شخصي، يمكن كرامتها منعتها، أو يمكن فاكرة إني خلاص اتحطمت. لكن الحقيقة إني كنت ببدأ أتصلّح من جوّا، وبقوّى، وباخد قرارات عمرها ماكانت في خيالي زمان. بعد أسبوع بدأت شغلي الجديد في المستشفى، وكانت المعاملة إنسانية فعلًا، مرتب ثابت، احترام، شغل محدد… لأول مرة حسّيت إني إنسانة مش آلة.
وبعد شهر كامل، كنت ماشية في الشارع وقفت فجأة وبصيت للسماء، وقلتلها: “الحمدلله يا رب… مش بس خرجتني… أنت رجعتلي نفسي”. حسّيت إن الـ4 شهور اللي ضاعوا ماكانوش عذاب بس… كانوا درس، درس إن اللي ينكسر ممكن يقوم، واللي يتهان ممكن يرجع يقف، واللي يتظلم ربنا بيجبره. وأدركت إن القصة مش قصة شغل… القصة قصة نجاة من حياة كانت ممكن تنهيّني للأبد.
وفي الليلة دي، لأول مرة من سنين، نمت وابتسمتي على وشي. لأن القهر اتشال… والظلم راح… واللي كان ممكن يبقى نهايتي، أصبح بداية جديدة تمامًا.
وختمت قصتي بكلمة واحدة قلتها لنفسي قبل النوم:
“نجوت… وربنا ماينساش حد أبداً.”

تعليقات