قصة من شوية أمي جتلي وهي بتبكي بكاء شديد

قصة من شوية أمي جتلي وهي بتبكي بكاء شديد

بس اللي خلاني أتنفض لما شُفت برطمان كبير أكبر من كل الباقي، مليان بسائل غامق، ورايح جاي جواه زي ما يكون فيه حاجة بتتحرك ببطء. قلبي وقتها وقف، ومددت إيدي المترعشة ولمست البرطمان من برّة، لقيته دافي، كأنه فيه جسم حيّ، لحظتها حسّيت برجفة نزلت من راسي لحد رجلي. سحبت إيدي بسرعة وشهقت بصوت عالي غصب عني، الصوت ارتد في الضلمة بطريقة مخيفة، لكن اللحظة الحقيقية للرعب كانت لما حسّيت إن اللي جوا البرطمان بيخبط على الإزاز من جوّا.

رجعت لورا بخطوتين وكتفي خبط في رفّ خشب، فوقعت حاجة معدنية عملت دوشة ملية الأوضة. الدم جري في عروقي، وسمعت صوت باب فوق بيترزع بشدة، وصوت خطوات بتنزل على السلم بسرعة مرعبة. قلبي كان هيوقع من مكانه، وبصيت حواليا أدور على أي مكان أستخبى فيه، لقيت بطانية قديمة مرمية على الأرض، رميتها على نفسي وقعدت لزق في الحيطة. الضوء اللي في الأوضة بدأ يضعف فجأة ويفضلت أسمع دقات قلبي أعلى من صوت الخطوات نفسها.

اتفتح باب الأوضة وأنا مش قادر أتنفس، وشُفت رجلين جدي واقفين على العتبة، رجليه ثابتة ورخامية كأنه مش إنسان. كان ماسك لمبة جاز، اللمبة نورت المكان أكتر، وفضل واقف كأنه سامع نفسي، بس مش شايفني. كان فيه حاجة في صوته مخيف وهو يقول: “لسه بدري… لسه بدري عليها.” وبعدها نزل درجة كمان واتجه ناحية البرطمانات كأنه بيفتش، وأنا تحت البطانية خايف حتى أرمش. لو شافني، مستحيل أعيش اللحظة اللي بعدها.

فضل واقف دقايق طويلة، وبعدين مد إيده للبرطمان الكبير ولمسه بطريقة غريبة كأنه بيطبطب عليه. كان بيتكلم لوحده بصوت واطي، كلام مش مفهوم غير كلمة واحدة سمعتها بوضوح: “اصبري.” بعدها خرج من الأوضة وسمعت خطواته وهي طالعة السلم، وصوت باب أوضته فوق بيتقفل. فضلت ثابت مكاني دقايق طويلة بعد ما مشي، حتى لما حاولت أقوم رجليا كانت بترتعش مش قادرة تشيلني من الخضة.

وقفت أخيرًا وبصيت للبرطمان الكبير، شُفت في السائل حاجة شبه يد صغيرة، يد طفل، هي اللي كانت بتتحرك وتخبط. وقفت أتراجع لحد باب الأوضة، ولساني ناشف من الخوف، وعقلي كله بيصرخ أطلع فورًا قبل ما جدي يرجع. وفعلاً طلعت بسرعة على أطراف صوابعي، وقبل ما أطلع من فتحة السلم حسّيت بسحبة هوا بارد كأن حد ورايا. جريت لفوق وأنا مش قادر أفكر، كل اللي أعرفه إني لازم أوصل لأوضتي قبل ما جدي يكتشف إني مش موجود.

الصفحة الثانية فيها أسرار أخطر مما تتخيل… 
اللي كان مستني إياد فوق… كان أسوأ من اللي شافه تحت