قصة إحنا موافقين نبيع البيت بس اللي هيشتري البيت

قصة إحنا موافقين نبيع البيت بس اللي هيشتري البيت

قعد الراجل على الكرسي اللي قدّامه، ونظرته مسلّطة على كل ركن في البيت، كأنه بيقيس عمره مش مساحته. ولادي اتوتروا لما بدأ يسألهم أسئلة محددة عن الورق والملكية ومن له حق بيع وإدارة. حسّيت بالتوتر بيجري في جسم كريم وهو بيرد عليه: البيت باسمّا، والدنيا تمام من زمان. لكن الراجل كان أذكى من كده، ووشه ما ارتخاش لحظة، وهو بيكرر سؤاله بطريقة أهدى وأعمق: البيت مسجّل باسم مين فعليًا… ومين آخر واحد مضى على التوكيل.

ساعتها بس ولادي اتلخبطوا. محمود بصل كريم، وكريم اتوتر، وسماح عضّت شفايفها. وأنا كنت واقفة في الضل، شايلة سرّي جوّا قلبي، مستنية اللحظة اللي توقّعت إنها هتيجي. الراجل لفّ راسه ناحيتي… كأنه حاسس بوجودي، رغم إني مستخبية. قال لهم جملة خلت ركبي تتهز: أنا جاي هنا باسم صاحبة البيت… مش المشتري. التلاتة اتجمدوا. أنا حسّيت بقلبي بيضرب بعنف، وكأن السنين اللي فاتت كلها رجعت تتجمع في دقيقة واحدة.

دخلت عليهم وأنا مسنودة على الحيطة، لا بخوف ولا بقوة، لكن بثبات الأم اللي اتظلمت كتير واتسحبت منها حقوق كتير. كل العيون اتجمّدت عليّا. ولادي مش مصدقين. سماح اتخضّت. والراجل وقف احترامًا أول ما شافني. قال بصوت واضح: إحنا مش جايين نشتري… إحنا جايين نثبت حقك يا حاجة. ولادي اتلخبطوا، زي العيال اللي اتكشف غشهم في لحظة. وأنا كنت واقفة وسطهم، لأول مرة مش ضعيفة، ولا محكومة، ولا خايفة. ولأول مرة… حسّيت إن اللي حصل طول السنين مش رايح هدر.

وفي الصفحة الثالثة… السبب الحقيقي لزيارة الراجل
والسر اللي عمر ولادي ما كانوا مستعدين يسمعوه