قصة إحنا موافقين نبيع البيت بس اللي هيشتري البيت
قعدنا كلنا في الصالة، والراجل فتح ملف كبير كان شايله تحت إيده. الورق طلع مش عقد بيع… ولا عرض سعر… ولا حتى تقييم عقاري. كان مليان أوراق قديمة ومختومة بتواريخ مرّ عليها سنين. ولادي ما صدقوش اللي جمّ قدامهم. عقد تمليك البيت… باسمي أنا. مش باسم أبوهم. ولا باسم كريم. ولا محمود. باسمي أنا من يوم ما جوزي الله يرحمه كتبه ليا قبل ما يموت.
صرخت سماح، واتنرفز كريم، وحاول محمود يفهم، لكن الراجل قال جملة قفلت الباب على كل محاولة: البيت ده اتسجّل باسم أمكم قبل عشرين سنة… وأي محاولة بيع من غير توقيعها تتلغي قانونيًا. حسّيت بدفا بيسري في قلبي، دفا العدالة اللي اتأخرت، بس وصلت. ولادي سكتوا، واتنفضت الرجولة الكدّابة اللي كانوا لابسينها. شافوا الحقيقة لأول مرة، وأنا قلبي كان بينتقم وبيوجع في نفس اللحظة.
لكن الغريب ماكانش الكلام ده. الغريب إن الراجل بصّ لي بعمق وقال: جوزك الله يرحمه… كان جاييلي قبل ما يموت بأسبوع. قال لي: لو أولادي جرحوها في يوم من الأيام… احمِ حقها. وأنا جيت النهارده… أكمّل وعدي. انهارت دموعي من غير صوت. مش زعل… ولا وجع… كانت دموع واحدة أخيرًا لقت حد افتكرها بعد ما الكل نسي.
ولادي ماقدروش يبصّوا في عينيّ. وأنا أخدت نفس طويل، وعرفت إن اللحظة دي كانت لازم تحصل. أنا مش هتباع. ولا هتترمي. ولا هتبقى “ملحق” على ورق بيع. أنا صاحبة البيت… وصاحبة القرار… وصاحبة القيمة اللي نسيوها هما، لكن الزمن افتكرها.

تعليقات