قصة أعلن مدير شركة كبيرة عن وظيفة واحدة

قصة أعلن مدير شركة كبيرة عن وظيفة واحدة

وقف المدير قدّام الشاب الريفي، والكل منتظر يسمع القرار. ابتسم المدير ابتسامة صغيرة وسأل الشاب:
“ليش تصرّفت بهدوء وهيك رتّبت طبقك؟”

رفع الشاب عيونه للمرة الأولى، بنظرة فيها تعب سنين وشوية خجل. قال:
“إحنا في الريف بنحترم اللقمة… وبنحترم الناس. إذا دخلت دار حدا، ولو كان صاحبه زعلان، بتظل واجب الضيافة محفوظ. ما بستاهل أرمي شي انقدّم إلي… حتى لو ما كان طيب.”

سادت لحظة صمت ثقيلة، كأنها اختبار ثاني. بعض المتقدمين صاروا يتنحنحوا ويحاولوا يخفّوا الفوضى قدّامهم، لكن الأطباق الوسخة كانت شاهدة.

المدير أشار للسكرتير يقترب. همس له شي ما حدا فهمه، وبعدها قال بصوت مسموع:
“اختبار تاني… رح نعمله فوراً، قبل ما نعلن القرار.”

رفع الناس رؤوسهم من جديد. كان في توتر أعلى من الأول، لأن أغلبهم حسّوا إن الفرصة عم تنزلق من إيديهم. أما الشاب الريفي، فظل ثابت، كأنه مش داخل سباق أصلاً. خرج المدير وقال:
“عندي إشي مهم أشوفه… وراجع.”

غادر المدير… لكن اللي صار بعدها قلب التوقعات.
ولأول مرة، الشاب الريفي اضطر يوقف ويدافع عن حاله. في الصفحة الثانية