قصة كنت داخلة الحمام عشان أتفاجأ بمازن طالع منه

قصة كنت داخلة الحمام عشان أتفاجأ بمازن طالع منه

وقف مازن في نص الأوضة، وطلب مني إني ما أخافش مهما شوفته، وقال إنه السبب اللي خلى المدير صوته واطي، والسبب اللي خلّى كل الناس في الشغل ترتعش من مجرد وجوده. قال إنه مش من نوع الناس اللي بيحسوا أو بيفكروا زي البشر العاديين. كنت بسمع الكلام ورجليا بتتهز، بس مش قادرة أهرب، مش قادرة أنطق، كأن فيه حاجة ماسكاني من غير ما تلمسني. قرب مني خطوة، وبعدين خطوة تانية، وكل ما يقرب أحس إني بتسحب ناحيته رغم إني عقلي بيصرخ. رفع إيده وقال إنه هيوريني جزء من حقيقته، حاجه بسيطة، حاجة بس عشان أفهم.

غمض عينيه ثانيتين، ولما فتحهم كان لونهم اتغير، من الأسود الغامق لرمادي شبه الفضة، رمادي بيبرق. النور حوالينا اتحرك، فعلاً اتحرك، كأن في موجة هواء بتمر بينا، رغم إن الشباك مقفول. حسّيت بالأوضة بتبرد، وبرودتها مش طبيعية، برودة تخليك تحسي إنك واقفة في بطن جبل. مازن قال إنه مش عايش زي البشر، وإن أهله مش أهل بمعنى الكلمة. قال إنه قدراته مش موهبة، قدراته وراثة. كان بيقول كل ده ببرود، كأنه بيحكي عن أكلة بيحبها. وأنا كنت واقفة قدّامه مش عارفة أصدق ولا أصرخ ولا أهرب.

قرب مني أكتر، ولما قرب قوي، حسّيت بحرارة غريبة من صدري لحد راسي، حرارة مش مؤلمة، حرارة قوية بتسحبني ناحيته حرفيًا. ما كنتش قادرة أبعد، كنت ثابتة في مكاني كأني مربوطة. قال إنه اختارني من أول يوم شافني فيه، وإنه ما يقدرش يسمح إني أكون لحد تاني غيره. كان صوته هادي، لكن مع كل كلمة يقولها حسّيت الدنيا بتلف حواليّ. حط إيده على كتفي، إيد دافيه رغم برودة الأوضة، وقال إنه خايف. أول مرة أشوف عليه ملامح خوف. خوف مش منّي، خوف عليّ. قال إن الارتباط بيه ممكن يغير حاجات كبيرة، حاجات ملهاش رجوع.

وقبل ما أسأله عن أي شيء، سمعنا صوت عالي تحت في الدور الأول. مازن لفّ بسرعة مش طبيعية، وقفت مكاني وأنا سامعة خطوات ناس كتير بتتحرك تحت. سألته مين دول، قال كلمة واحدة بس. قال إنهم أهله. قلبي وقع. قال إنهم جمّ بدري قبل ما يحصل اللي هو كان مخطط يقولهولي. كنت مرعوبة، بس ما كنتش لسه فاهمة ليه وجودهم مخيف بالشكل دا. نزلت دمعة من عيني بدون ما أحس، ومازن قرب مني وقال إني مش هتحوّل لشيء زيهم. مش هيسمح.

بس ظهور أهله… كان بداية الرعب الحقيقي.
والسرّ اللي كانوا جايين عشانه… أكبر وأخطر من كل اللي فات. في الصفحة الثالثة…