قصة كنت داخلة الحمام عشان أتفاجأ بمازن طالع منه

قصة كنت داخلة الحمام عشان أتفاجأ بمازن طالع منه

بدأت خطواتهم تطلع على السلم، خطوات تقيلة، بطيئة، لكنها ثابتة، كأن كل خطوة محسوبة. مازن وقف بيني وبين باب الأوضة، حط إيده على صدري وقال إني ما اتحركش مهما حصل. صوته ما بقاش هادي، بقى فيه قوة مخيفة، كأنه بيأمر مش بيطلب. كنت خايفة بشكل عمري ما حسّيته في حياتي، جسمي بيرتعش ورجليا مش شايلاني. الباب الخارجي اتفتح بشدّة، وسمعت صوت واحد منهم بينادي اسم مازن بطريقة غريبة، طريقة مش بشرية، طريقة فيها طبقة صوت إضافية. مازن رد بصوت واطي وقال لي أغمض عيني وما أحاولش أسمع.

بس أنا سمعت، غصب عني سمعت. سمعت حد بيقول إن الليلة هي الليلة، وإن الدم لازم يرجع للدم. ما فهمتش، قلبي اتشلّ. مازن رفع إيده، وفجأة حسّيت الأوضة كلها بقت أثقل، الهواء بقى صعب يتنفس، والحيطة نفسها كأنها بتقرب. قال إنهم عايزين ياخدوني، وإن وجودي مع واحد زي مازن مش مسموح إلا لو حصل شيء معين. سألته وأنا ببكي إيه اللي بيحصل، قال إن حياتي كلها هتتغير لو خرجت من الأوضة النهارده. قال إنه يقدر يخليهُم يمشوا، بس لازم أسمع اللي هيقوله من غير ما أخاف.

قرب مني وقال إنّ اللي جوّاه مش طبيعتهم الكاملة، وإنه بيحارب نفسه من سنين طويلة عشان يعيش وسط البشر. قال إن وجودي قربه خلاه أضعف وأقوى في نفس الوقت، وإن ده اللي خلاهم ييجوا. كنت ببص في عينيه، ولأول مرة شفت حاجة مختلفة، حاجة فيها نور مش ظلام. قال إن حبه ليا هو آخر حاجة بتربطه بالعالم العادي. وقال إنه لو لمسني دلوقتي، لمسة واحدة بس، حياتي كلها هتتغير. كنت ببكي ومش فاهمة، بس كنت حاسة إني مش قادرة أعيش من غيره.

وفجأة، الباب اتفتح بعنف، وشوفتهُم واقفين، كلهم لابسين نفس السواد، بشرتهم شاحبة، عيونهم مش طبيعية، والجوّ بقى أتقل من قبل. مازن لفّ بسرعة ووقف قدامي وقال كلمة بلغة معرفهاش. نور قوي خرج من إيده، نور فعلي، نور زي شرارة سريعة. أصواتهم تغيّرت، بقت غاضبة، بقت مرعبة. مازن رجع يبصلي وقال إن لازم أختار دلوقتي. يا أعيش معاه… في عالمه. يا أهرب… ومش هشوفه تاني.

جسمي وقع على الأرض من الخوف، وقلبي ما كانش مستوعب إن الليلة اللي كنت مستنياها طول عمري… تتحول لليلة صراع بين عالمين. مازن مد إيده، ورجالته بيقربوا، وأنا بين انهيار… وبين حب… وبين رعب بيخبط في عظامي. واللحظة الأخيرة قبل ما ألمس إيده… سمعت صرخة هزّت البيت كله.