قصة كنت داخلة الحمام عشان أتفاجأ بمازن طالع منه
دخلت الشقة وأنا لابسة فستاني الأبيض، وقلبي بيدق بسرعة من الفرحة ومن رهبة وجودي لوحدي مع مازن لأول مرة. المكان كان هادي بشكل غريب، هدوء يخليك تسمعي صوت نفسك، أو يمكن صوت خوفك. مازن كان واقف في الصالة، لابس بدلة سودة زي العادة، بس الهدوء اللي حواليه كان أغرب من أي شيء شوفته في حياتي. قرب مني بدون ما يصدر أي صوت، لا خطوات، لا نفس، كأنه ماشي فوق هوا مش فوق أرض. ولما وقفت قدامه حسّيت إن جسمي بيتهز بدون ما ألمسه.
كان بيبصلي بنفس نظرته اللي تجيب رعشة في الضهر، نظرة فيها حب، وفيها امتلاك، وفيها حاجة ثالثة مش عارفة إيه هي. قرب لمس خدّي بإيده، بس قبل ما يلمسني فعلاً، حسّيت ببرودة تمشي على رقبتي، برودة غريبة، مش برودة تكييف ولا هواء، برودة روح. همس بصوت منخفض وقال إنه كان منتظر اللحظة دي أكثر من أي شيء في حياته، وإنه من يوم ما شافني وهو عارف إني هبقا ملكه. الكلمة خلت قلبي يوقع جوّا صدري، مش من الخوف بس، من الإحساس إني فعلاً مش قادرة أكون بحاجة قدّام الشخص دا. كنت بحبه، وده كان أسوأ جزء في الموضوع.
أخدني من إيدي ودخلني الأوضة المرتبة بشكل بسيط، نور خفيف، الستاير مقفولة، والجوّ عامل زي ما يكون خارج من فيلم غامض. قلبي كان بيدق والفرحة لسه موجودة، بس معاها حاجة تقيلة، إحساس إن اللي جاي مش طبيعي. وقف قدامي وقال كلمة واحدة خلت كل شعرة في جسمي توقف. قال إنه محتاج يقوللي سر قبل ما تبدأ حياتنا مع بعض. قرب مني أكتر، وعينيه بقت أوسع من الطبيعي، وكأن لونها بقى أغمق من اللي اتعودت أشوفه. وسمعت نفسي ببتنفس بصعوبة، كأن الهواء في الأوضة بقى ثِقيل فجأة.
مد إيده ناحية صدره، وفتح زرارين من قميصه، وبعدين قال إن في حاجات في حياته ما ينفعش أعيش جنبه من غير ما أعرفها. كنت واقفة ثابتة ومش قادرة أتحرك، ولا حتى أسأله إيه اللي بيقوله. ساعتها قال أول جملة قلبت فرحتي لخوف كامل، خوف ما شفتوش في حياتي. قال إنه مش بس بيعرف مواعيد الناس، ولا بيعرف أسرارهم، ولا عنده موهبة بسيطة زي ما كان بيقول. قال إنه أكبر من كده بكتير، وإن اللي حصل في الشغل ما كانش إلا جزء صغير من اللي يقدر يعمله. صوته كان هادي لكن وراه قوة تخوّف جبال. ووقتها، نور الأوضة كأنه خف فجأة.
لكن السر اللي قاله مازن… كان أغرب من الخيال نفسه.
واللي حصل بعدها قلب الليلة من فرح… لكابوس. في الصقحة الثانية…

تعليقات