قصة كنت أعلم أن زوجتي السابقة ستتزوج رجلاً فقيرا

قصة كنت أعلم أن زوجتي السابقة ستتزوج رجلاً فقيرا

تجمّدتُ في مكاني، كأن أحدهم سحب الهواء من صدري. الرجل الواقف بجانب أنطونيا… لم يكن غريبًا كما توقعت، بل كان شخصًا يحمل تاريخًا كاملًا معي. رجلٌ أعرفه جيدًا، وربما أكثر مما أعرف نفسي. كانت ابتسامته هادئة، مطمئنة، وفيها نوع من الاتزان لم أره حتى لدى كبار المديرين الذين أعمل معهم.

أخذتُ أراقبه من بعيد، غير مصدّق أن القدر يسخر مني بهذه الطريقة. كان يمسك يد أنطونيا بلطف، ينظر إليها كل لحظة وكأنه يطمئن أنها بخير. لم أرَ في عينيها تلك النظرة إلا يوم كنّا معًا… يوم كانت تنظر إليّ وكأنني العالم كله. شعرتُ بغصّة حارقة في حلقي وأنا أتابع تفاصيل لم يعد لي فيها أي حق.

خطوت خطوة إلى الخلف محاولًا الهروب من الحقيقة، لكنّ الذاكرة لم تمنحني مهربًا. الرجل الذي بجانبها… عملتُ معه قبل سنوات قليلة. لم يكن فقيرًا كما قيل… بل كان واحدًا من أطيب الذين مرّوا في حياتي. شاب بسيط، لكنه كان قويًا من الداخل، صادقًا، وفيًا، يمتلك قلبًا قادرًا على منح الأمان لمن يحبه.

تذكرتُ يومًا كان يعمل في قسم المستودعات، يوم أعطى راتبه كاملًا لزميل خُصم راتبه ظلمًا. يومها قلتُ له بسخرية إن الكرم لن يُطعمه، فردّ عليّ بابتسامة هادئة: “يكفيني أنني لا أنام وقلبي مثقل.” والآن… هو أمامي رجلٌ حقيقي، بينما أنا… مجرد قشرة فاخرة تخفي فراغًا كبيرًا.

في الصفحة التالية، ستعرف ماذا حدث عندما رآني العريس… وكيف واجهني بابتسامة لم أفهمها إلا بعد فوات الأوان. القادم يكشف اللحظة التي انهار فيها كل غروري أمام كلمة واحدة قالها لي.