قصة كنت أعلم أن زوجتي السابقة ستتزوج رجلاً فقيرا
اقتربت أكثر رغم ترددي، ورفعت عينيّ لألتقي بعينيه. ولدهشتي… لم تظهر عليه أي علامة استغراب أو انزعاج. بل قابلني بابتسامة دافئة كأنني ضيف مرحّب به، لا رجل حمل تجاهه الغطرسة يومًا. مدّ يده لمصافحتي بهدوء، وقال بصوتٍ ثابت يشبه صوت رجلٍ يعرف قيمة نفسه: “لم أتوقع أن أراك هنا… سعيد لأنك حضرت.”
شعرتُ لوهلة أن الأرض مالت تحت قدمي. لم يكن في كلماته أي انتقام، ولا شماتة، ولا حتى تلميحٌ للمرارة. كان صافيًا… نقيًا… وكأنّ قلبه لم يحفظ شيئًا من الماضي سوى الخير. نظرتُ إلى أنطونيا، فرأيتها تنظر إليه بمحبة تجعل القلب يرتجف، ثم نظرت إليّ لثانية واحدة فقط… نظرة قصيرة لكنها حملت ألف معنى.
كانت نظرة شكر… ووداع… وعتاب من دون كلمة. فهمتُ منها شيئًا واحدًا: أنّني لم أقدّر قيمتها يومًا، وأنّ رجلاً آخر رأى فيها ما لم أره أنا. شعرتُ كأن قلبي يُسحق داخل صدري، كأن كل شيء كنت أتباهى به يتحوّل إلى رماد أمام هدوئهما المطمئن وسعادتهما الحقيقية.
وقفتُ بينهم كالغريب، أرتدي أفخَم ما لديّ… لكني كنتُ أفقر رجل في المكان. كانا يمتلكان شيئًا لم أمتلكه يومًا: راحة القلب، وصدق الحب، ودفء العلاقة التي لا تُشترى بمال ولا تُبنى على المصلحة. أدركتُ فجأة أنني خسرت أنطونيا… لا لأنها لم تكن مناسبة لي، بل لأنني لم أكن يومًا جديرًا بها.
في الصفحة الأخيرة… ستعرف اللحظة التي جعلتني أهرب من الحفل، وتبكيني طوال الليل. القادم يروي السرّ الذي كشفه لي العريس… والذي غيّر حياتي للأبد.

تعليقات