قصة كنت أعلم أن زوجتي السابقة ستتزوج رجلاً فقيرا

قصة كنت أعلم أن زوجتي السابقة ستتزوج رجلاً فقيرا

بعد انتهاء مراسم الزفاف، اقترب العريس منّي وهو يمسك بعلبة صغيرة. ناولني إياها بابتسامة صافية، وقال بهدوء: “هذه شيء تركته أنطونيا لك منذ سنوات… ظنّت أنك ستحتاجه يومًا.” لم أفهم في البداية، لكنني أخذت العلبة وابتعدتُ إلى زاوية بعيدة كي أفتحها دون أن يراني أحد.

عندما فتحتها… وجدت بداخلها ورقة مطويّة بخطّ أعرفه جيدًا. كانت رسالة قديمة كتبتها لي أنطونيا بعد انفصالنا، لكنني لم أقرأها لأنها تركتها يوم خرجتُ من حياتها. فتحتها الآن… فإذا بها كلمات جعلت ركبي ترتجف: “لم أكن يومًا أقلّ مما تستحق… أنت فقط لم تعرف قيمتي. ولكنّي أحببتك… وأتمنى أن تجد يومًا ما يفوق ما خسرت.”

لم أتمالك نفسي. شعرتُ بثقلٍ عميق يسقط فوق صدري، كأن كل السنوات الماضية انكشفت أمامي. أدركتُ فجأة أنني لم أخسر امرأة فقط… بل خسرت نفسي حين اخترت المظهر على الجوهر، والمال على القلب، والوعد الزائف على الحب الحقيقي.

غادرتُ الحفل صامتًا، لا أرى أمامي شيئًا. عدتُ إلى المنزل كمن يجرّ هزيمته معه، وما إن أغلقتُ الباب خلفي حتى انفجرتُ بالبكاء لأول مرة منذ سنوات. بكيتُ على قلبي الذي قسوته بيدي… وعلى حبٍ دفنته لأجل وهم… وعلى امرأة لم أستحقّها. كان ذلك الليل أطول ليل في حياتي، وأكثرها صدقًا.