قصة الراجل دا وقف داخل المسجد وزعق أثناء الصلاة
ما إن خطا الرجل خارج المسجد بثوانٍ قليلة حتى ظهر شاب يركض بلهفة، يتجاوز الرجال ويقف يلهث أمام الجثمان قبل أن ينهار على ركبتيه. كان وجهه شاحبًا، وكأنه فقد روحه مع موت الرجل الممدّد أمامه. اقترب منه الناس ليعرفوا من يكون، لكنه رفع رأسه وقال بصوت مخنوق: «هذا أبي…» ثم انفجر في بكاء موجع. كان بكاؤه صادقًا، عميقًا، مختلفًا تمامًا عن صراخ الرجل الذي غادر. بدا كأنه يحمل عبئًا قديمًا هو الآخر.
بعد لحظات، حاولوا تهدئته، لكنه همس بصوتٍ يكاد لا يُسمع: «أبي… كان يحاول يُصلّح غلطته قبل ما يموت». ارتجف الناس من المفاجأة. أضاف الشاب: «كان بيدوّر على الراجل من شهور… كان ناوي يرجّع له فلوسه، بس المرض داهمه». لم يصدق الحاضرون ما يسمعون؛ كانوا بين رجل مكلوم يطلب عدل السماء، وبين ابن يتحدث عن توبة متأخرة. وقف الرجال مذهولين، لا يعرفون هل يبلغون الرجل أم يتركونه لقدر الله.
هدأ الشاب قليلًا ثم أخرج من جيبه ورقة مطويّة. فتحها بيدين مرتعشتين، وقال: «دي الوصية… مكتوب فيها المبلغ بالكامل… وأمر واضح بإرجاعه». سقطت الكلمات كالصاعقة على الحاضرين، بعضهم أمسك رأسه، وبعضهم تمتم: «يا رب رحمتك». بدا أن الحق كان سيعود، لكن الموت سبق الجميع. الرهبة والذهول عمّا حدث جعلت الجو داخل المسجد متوتّرًا وصامتًا بشكل غريب.
وقف أحد كبار السن وتنفّس بعمق قبل أن يقول: «لازم نلحق الراجل قبل ما يمشي، لازم يعرف الحقيقة». تحرك عدد من الرجال مسرعين خارج المسجد يحاولون اللحاق بالرجل المنهار. كانت خطواتهم متسارعة، وكان القلق يركض في عيونهم قبل أرجلهم. اللحظة بدت كأنها سباق بين القدر وبين فرصة أخيرة لتهدئة قلبٍ انكسر لثمان سنوات.
لكن هل لحقوه؟
في الصفحة الثالثة ستعرف ماذا حدث للرجل… وما المفاجأة الصادمة التي وقعت أمام أعين الناس.

تعليقات