قصة الراجل دا وقف داخل المسجد وزعق أثناء الصلاة
خرج الرجال مسرعين يبحثون عنه في الشارع، ينادون عليه بأعلى ما يستطيعون. كان الشارع مزدحمًا، والشمس بدأت تميل نحو الغروب، لكن أحدهم لمّح الرجل واقفًا بجوار عمود كهرباء، ينظر إلى الأرض، ممسكًا رأسه بيديه. اقتربوا منه بسرعة وأخبروه أن يعود، أن يسمع شيئًا مهمًا للغاية، شيئًا سيغيّر كل شيء. رفع رأسه ببطء، ودموع جديدة تسيل من غير توقف.
قال لهم بصوت مكسور: «مفيش حاجة هترجع اللي راح… قلبي اتكسر خلاص». لكن أحد الرجال أصر قائلًا: «ابن الراجل جوا.. ومعاه وصية.. أبوّه كان ناوي يرجع لك فلوسك». في تلك اللحظة تجمّد الرجل، ارتعشت يده، وكأن الأرض مالت تحته. وقف لثوانٍ لم يتحرك، وكأن الكلمات دخلت قلبه مباشرة دون استئذان. حاول أن يتنفس لكنه لم يستطع، كانت الصدمة ثقيلة جدًا عليه.
عادوا به إلى المسجد، وعيناه كانت تبحثان عن الشاب الذي جلس قرب الجثمان. اقترب الرجل ببطء، ثم وقف أمام الابن، الذي رفع رأسه وهو يبكي. قال الابن: «أبي غلط… بس كان ناوي يصلّح… أقسم بالله يا عم». سقطت يد الرجل على صدره كأنه تلقّى ضربة. كان يريد أن يغضب، أن يصرخ، لكن الكلمات لم تخرج.
وقتها، حدث شيء لم يكن في الحسبان:
وقع الرجل مغشيًا عليه أمام الجميع، وسقطت الورقة من يد الشاب على الأرض. تحلق الناس حوله، خايفين أن يكون قلبه لم يتحمل. وكانت المفاجأة الأكبر حين رفعه المسعفون وقالوا:
«الراجل عنده انهيار عصبي حد… ولو اتأخر دقيقة كان هيحصل الأسوأ».
كانت العدالة قد وصلت… لكنها وصلت متأخرة جدًا على قلب لم يعد يحتمل.

تعليقات