ثلاث سنوات من الصمت… وحقيقة واحدة كادت تدمّر زواجًا
في صباح اليوم التالي، راقبت آدم أثناء الإفطار. كانت عيناه منتفختين، ويداه ترتجفان وهو يرفع فنجان القهوة.
قالت بهدوء: «هل نمت؟»
أجاب كاذبًا: «قليلًا».
أرادت أن تواجهه في تلك اللحظة. لكن شيئًا في ملامحه—شيئًا هشًّا، خائفًا—منعها.
بدلًا من ذلك، قالت: «أظن أننا بحاجة إلى أن نتحدث الليلة».
تجمّد آدم.
ابيضّت مفاصل يديه حول مقبض الفنجان.
قال بصوتٍ منخفض: «الليلة». ثم أضاف: «حسنًا».
لكنه لم يكن بخير.
أبدًا.
في تلك الليلة، بعد أن دخلت إلين إلى فراشها مبكرًا، جلست إميلي أخيرًا قبالة آدم على طاولة الطعام. كان الضوء فوقهما يومض قليلًا، ما جعل الغرفة تبدو أبرد.
قالت: «آدم، أحتاج أن تخبرني بالحقيقة».
لم يحاول حتى أن يتظاهر بعدم فهمه لما تعنيه.
وضع يديه على الطاولة، وراحتيه مفرودتان.
أخذ نَفَسًا عميقًا.
ثم قال الكلمات التي لم تتوقعها قط:
«إميلي… والدتي مصابة بمرض ألزهايمر».
رمشت إميلي بعينيها. «ألزهايمر؟»
أومأ آدم ببطء. «تم تشخيصها قبل عام من زواجنا. لكنها ترجّتني ألا أخبر أحدًا—ولا حتى أنتِ. كانت خائفة من أن يُعامَلَت بطريقة مختلفة».
انقبض صدر إميلي.
تابع بصوتٍ مرتجف: «حالها تزداد سوءًا. تتجوّل ليلًا. تنسى أين هي. تستيقظ أحيانًا مذعورة. قال الأطباء إن نوبات الليل ستزداد. لذلك أنام في غرفتها لأهدّئها».
انقطع نَفَس إميلي، وشعرت بحرارةٍ ترتفع خلف عينيها.
ثلاث سنوات…
كانت قد تخيّلت أسوأ الاحتمالات.
والحقيقة كانت مفجعة.
لكن آدم لم ينتهِ بعد.
همس: «هناك أكثر. شيء لا تعرفينه».
تصلّبت إميلي.
ابتلع آدم ريقه بصعوبة. «أتذكرين حين تحدثنا عن إنجاب الأطفال يومًا ما؟»
أومأت إميلي.
قال: «قبل زواجنا، أخبرني الأطباء أن ألزهايمر قد يكون وراثيًا. احتمالات إصابتي به أعلى من الطبيعي». تشقّق صوته. «لم أردك أن تتزوجي في ظل هذا الخطر. لم أرد أن أقيّدك».
حدّقت إميلي فيه.
لم يكن باردًا.
لم يكن منفصلًا عنها.
لم يكن يخونها.
لم يكن يخفي خيانة.
كان يحاول—يفشل، نعم، لكنه يحاول—أن يحميها.
ذاب غضبها وتحول إلى شيءٍ ألين، أثقل.
قالت هامسة: «آدم، لماذا لم تخبرني؟»
رفع رأسه أخيرًا ونظر إليها حقًّا، فرأت في عينيه سنواتٍ من الخوف.
قال: «لأنني لم أرد أن أفقدك. كما أفقدها الآن».
لم تستطع إميلي التنفّس.
مدّت يدها عبر الطاولة وأمسكت يده.
قالت بصوتٍ متكسّر: «آدم، لا تُحمى الزيجات بالاختباء في الظلام. تُحمى بأن نسمح للطرف الآخر أن يقف معنا في النور».
انهار.
هناك، عند الطاولة، انفجر آدم بالبكاء، ودفن وجهه بين يديه. سنوات من الخوف والذنب والإرهاق—كلها انسكبت دفعة واحدة.
اقتربت إميلي منه، ولفّت ذراعيها حوله، واحتضنته وهو يرتجف عند صدرها.
لأول مرة منذ ثلاث سنوات، سمح لنفسه أن يُحتضَن.
لكن ما حدث في تلك الليلة لم يكن نهاية القصة…
بل كان البداية الحقيقية للتغيير،
وللدور الذي لم تكن إميلي تتخيّل يومًا أنها ستقوم به.
في الصفحة التالية، تبدأ رحلة مختلفة،
رحلة الألم، والرعاية، والاختبار الأصعب للحب.
تابع القراءة في الصفحة التالية ⬅️ (3)

تعليقات