سكبت الماء على طفل مشرّد… لكن ما فعله بلقمة خبز صدمها للأبد

سكبت الماء على طفل مشرّد… لكن ما فعله بلقمة خبز صدمها للأبد

صارت تقرأ في وجوههم التعب والقلق والأحلام.
وفي الليل تعود إلى بيت أصبح فيه صوت ضحك صغير وحركات جرو يشاغب في الممر وأسئلة لا تنتهي
لماذا تعملين كل هذا الوقت
هل كنت فقيرة عندما كنت صغيرة
هل الطعام دائما متوفر هنا
كانت تجيبه أحيانا وتتجاهل سؤاله أحيانا أخرى ليس لأنها لا تريد بل لأنها لم تكن قد أجابت نفسها أصلا.
ولكن أكثر ما كان يزعجها
هو أنها كانت ترى في ليو نسخة من شيء عاشته ولم تعترف به.
في ليلة ماطرة جلست معه على المائدة الصغيرة في المطبخ بعد أن أنهى واجبات بسيطة في القراءة والكتابة.

قالت له
هل تريد أن تلتحق بالمدرسة
رفع رأسه بسرعة.
هل يمكن
بالطبع يمكن. سنهتم بالأوراق. سأجد منظمة تساعد في هذا الأمر.
سكت ثم قال
لكن إن ذهبت إلى المدرسة لن أستطيع أن أقف خلف المطعم لأبحث عن الطعام المتبقي.
نظرت إليه بحزم ممزوج بالحنان
لن تقف خلف أي مطعم بعد اليوم. أنت من اليوم تقف من الأمام على بابك أنت.
لم يفهم الجملة أخيرا لكن قلبه فهم الوعد فيها.

بدأت بريندا رحلة طويلة من الإجراءات
استشارت محاميا لترتيب وصاية مؤقتة عليه تواصلت مع مؤسسة اجتماعية لشرح وضعه استخرجت أوراقه القديمة شهادات ملجأ قديم مستشفى حكومي دخله طفلا مريضا من سنوات.
تكتشف ملفا منسيا لطفل كان رقما بين عشرات الأرقام قبل أن يصبح الآن اسما يملأ حياتها.
لم يكن الطريق سلسا.
سألتها مسؤولة اجتماعية ببرود
ولماذا الآن أين كنت كل هذا الوقت ولماذا تهتمين به أنت تحديدا
أجابت بريندا بعد لحظة صمت

لأنني رأيت نسخة صغيرة مني في عينيه. لا أريد له أن يصبح وحشا مثلي قبل أن يتذكر أنه إنسان.
توقفت الموظفة عن الكتابة ورفعت نظرها إليها
لمحت صدقا لم تعتد أن تراه في مثل هذه الملفات.
في المطعم حدثت قصة أخرى موازية.
ذات مساء جاء الناقد الشهير مرة أخرى ذاك الذي كانت خشيته سبب انفجار غضبها في تلك الليلة.
جلس على الطاولة المعتادة يمسك بالقائمة يتصفحها بعين دقيقة.
لكن بريندا كانت أقل ارتباكا هذه المرة.
هناك ما أصبح أهم من تقريره.
في نهاية الأمسية قبل أن يغادر اقترب منها وقال
هناك شيء تغير هنا يا سيدة بريندا.
انقبض قلبها لحظة.
هل الطعام أسوأ
ابتسم لأول مرة منذ عرفته
لا. الطعام أفضل. لكنه ليس التغيير الوحيد.
ماذا تعني
نظر حوله إلى الطهاة إلى النادلات إلى الجو العام ثم قال

مطعمك صار عنده روح. ليس مجرد أطباق متقنة. هناك دفء حتى في الطريقة التي يبتسم بها الموظفون. أنت أقل قسوة على ما يبدو.
لم تكن تعرف أن الناقد نفسه كان يراقب التفاصيل بهذا العمق.
خجلت من نفسها حين فكرت
حتى الغرباء يرون تغيري وكل هذا بسبب طفل كان يطلب قطعة خبز عند الباب الخلفي.
🔻 باقي القصة في الصفحة التالية (4)