تزوّج أختي بعد أن دمّر حياتي… وما حدث أثناء كلمة التهنئة صدم الجميع
بعد أشهر، وكأن شيئًا لم يحدث، أعلن والداي موعد زفاف جودي وأوليفر.
قالا لي إن الوقت قد حان «للمضي قدمًا»، وإن «التركيز على الماضي لن يعيد شيئًا».
دعوني كما لو كنتُ ضيفة بعيدة، شخصًا من الهامش، لا ابنة فقدت طفلها ولا أختًا خُذلت بأقسى الطرق.
لم أذهب.
في تلك الليلة، بقيتُ في المنزل.
ارتديتُ سترة أوليفر القديمة، تلك التي ما زالت تحمل رائحته رغم كل ما فعله.
سكبتُ كأسًا من النبيذ، ثم آخر، وشغّلتُ أفلامًا رومانسية سيئة فقط لأملأ الصمت.
كنت أحاول، دون جدوى، ألّا أتخيّل أختي وهي تسير نحو المذبح، مرتدية الفستان الذي ساعدتها أنا نفسي في اختياره يومًا، وأنا أضحك معها أمام المرآة.
عند التاسعة والنصف مساءً، رنّ هاتفي.
كان الصوت الذي سمعته كافيًا ليغيّر مسار تلك الليلة.
كانت ميستي.
همست بلهفة، وصوتها يرتجف بين ضحكٍ غير مصدّق وذهولٍ كامل:
«لوسي… عليكِ أن تأتي الآن. فورًا».
لم تشرح.
لم تحتج إلى ذلك.
عندما وصلتُ، كان موقف السيارات ممتلئًا.
الضيوف يقفون في الخارج بملابسهم الرسمية، بعضهم يهمس، بعضهم يحدّق في هاتفه، وآخرون يبدون كأنهم شهدوا شيئًا لا يعرفون كيف يصفونه.
في الداخل…
كانت الفوضى كاملة.
جودي تقف قرب المذبح، وفستان زفافها الأبيض غارق في سائلٍ أحمر كثيف.
بدلة أوليفر لم تكن أفضل حالًا.
لثانية واحدة، ظننتُ أن أحدًا قد أُصيب أو أن حادثًا خطيرًا وقع.
ثم وصلت الرائحة إلى أنفي.
طلاء.
أمسكتني ميستي من ذراعي وأبعدتني قليلًا، وأخرجت هاتفها.
قالت: «شاهدي».
كان الفيديو قد بدأ أثناء كلمات التهنئة.
جودي تبكي من الفرح.
أوليفر يبتسم بثقة رجل يظن أن الماضي قد دُفن إلى الأبد.
ثم…
وقفت ليزي.
لم تصرخ.
لم تبكِ.
تحدّثت بهدوءٍ مرعب.
قالت إن أوليفر كاذب.
قالت إنه أخبرها بأنه يحبها.
وأنه طلب منها في وقتٍ سابق أن تتخلّص من حملٍ لم يكن «مناسبًا» له.
ثم قالت الجملة التي كسرت القاعة كلها:
إنه بسبب هذا الرجل، فقدتُ أنا طفلتي.
انفجرت الأصوات.
شهقات.
صرخات.
همهمات.
ثم كشفت ليزي الحقيقة الأخيرة:
كانت هي أيضًا حاملًا.
وعندما اندفع أوليفر نحو الميكروفون محاولًا إيقافها، رفعت ليزي بهدوءٍ دلوًا فضيًا كان مخبّأً تحت الطاولة، وسكبت الطلاء الأحمر فوقه وعلى جودي.
لم تتردد.
لم ترتجف يدها.
وضعت الميكروفون مكانه وقالت بنبرة ثابتة:
«استمتعوا بزفافكم».
ثم استدارت وغادرت.
أُلغي الزفاف.
اختفى أوليفر من المدينة بعدها بوقتٍ قصير.
وتوقفت جودي عن الحديث معنا، كأن الصمت كان أسهل من مواجهة الحقيقة.
أما أنا…
فبدأت رحلة مختلفة.
دخلتُ العلاج النفسي.
اعترفتُ لنفسي بالألم بدل دفنه.
تبنّيتُ قطّة صغيرة ملأت البيت بصوت حياةٍ جديد.
وتعلّمتُ، خطوةً خطوة، كيف أتنفّس دون شعور بالذنب.
لأن شيئًا ما كان قد تغيّر أخيرًا.
لم أعد المرأة التي تحاول إنقاذ الجميع على حساب نفسها.
كنتُ حرّة.
حرّة من الأكاذيب.
حرّة من الذنب الذي لم يكن لي أصلًا.
حرّة من محاولة أن أكون كافية لأشخاص لم يستحقوني يومًا.
يقول الناس إن الكارما لا تظهر دائمًا.
وأن الظلم قد يمر بلا حساب.
لكن في تلك الليلة…
كانت الكارما واضحة، فوضوية، وصاخبة.
لقد جاءت…
في دلوٍ فضي.
ولن أتظاهر بالقوة أو المثالية —
لقد كانت جميلة.

تعليقات