طفلٌ بلا مأوى يصرخ في جنازة: «افتحوا النعش… ابنتك ما زالت حيّة!»

طفلٌ بلا مأوى يصرخ في جنازة: «افتحوا النعش… ابنتك ما زالت حيّة!»

أطلق الطفل صرخته من آخر القاعة كأنها سهمٌ اخترق صمت الجنازة:
«افتحوا النعش… ابنتك ما زالت حيّة!»
التفتت الرؤوس دفعةً واحدة. بعضهم ظنّها مزحة ثقيلة، وبعضهم ارتجف من هول الفكرة. كان الطفل نحيلًا، حافي القدمين، يلهث وهو يشقّ طريقه بين المعزّين، وعيناه معلّقتان برجلٍ واحد: الملياردير ريتشارد إيفانز.

كان ريتشارد واقفًا قرب النعش بوجهٍ متحجّر، كأن الدموع جفّت داخله منذ تلقّى الخبر. ابنته “إيميلي”، ذات الثالثة والعشرين، قيل إنها توفّيت قبل ثلاثة أيام في حادث سير مروّع. سيارة خرجت عن الطريق عند الثانية فجرًا واشتعلت. الشرطة أغلقت الملف. والطبيب الشرعي أكّد الهوية عبر سجلات الأسنان. كل شيء بدا نهائيًا… قاسيًا… لا يقبل النقاش.

لكن ذلك الطفل كان يناقض “النهائي” كله بصوتٍ مرتجف.
اندفع رجال الأمن نحوه وأمسكوه من ذراعيه بقسوة، وبدأوا يجرّونه للخارج. ومع ذلك، استطاع أن يصرخ مرة أخرى، أعلى، أصدق، وكأنه يضع حياته في كفّة وحياة إيميلي في الكفّة الأخرى:
«سيدي… رأيتها البارحة في المشرحة… كانت تتنفس! لا تدفنوها!»
تجمّد ريتشارد. لم تكن الكلمات وحدها هي التي أوقفته، بل شيء في نبرة الطفل: خوفٌ صادق، لا يشبه تمثيلًا ولا رغبةً في لفت الانتباه. رفع ريتشارد يده ببطء وقال بصوتٍ منخفض لكنه حاسم:
«اتركوه.»

تراجع الأمن على مضض، والهمهمات تنتشر بين الحضور كالنار تحت الرماد. تقدّم الطفل خطوة، وكأنه أخيرًا وجد من يسمعه. قال إن اسمه “جوردان”، وإنه يعمل ساعاتٍ متقطعة في تنظيف مرافق المستشفى، وإنه كان في المشرحة ليلًا عندما لمح جسد فتاة شابة ذات آثار حروق على الكتف… لكن قلبها لم يكن صامتًا تمامًا. نبضٌ ضعيف، بالكاد يُلتقط، لكنه موجود.
شعر ريتشارد بأن معدته تنقلب. لأن في كتف إيميلي علامة قديمة… أثرٌ منذ طفولتها. لم يكن كثيرون يعرفونه.
لم يناقش، لم يطلب وقتًا، لم يسمح لعقله أن يختبئ خلف “الإجراءات”. التفت إلى مدير دار الجنائز الذي حاول الاعتراض بارتباك:
«سيدي، هذا يخالف—»
قاطعه ريتشارد بعينين لا تشبهان عينَي رجلٍ جاء ليودّع، بل رجلٍ جاء لينقذ:
«افتحوا النعش. الآن.»

تقدّم اثنان من العاملين بتردد، ورفعوا الغطاء ببطء، والقاعة كلها تكاد تكتم أنفاسها. سقط الصمت لحظةً كاملة… ثم انفجر في شهقة جماعية.
كان صدر إيميلي يرتفع… بالكاد… لكنه يرتفع. حركة صغيرة، ضعيفة، لكنها كافية لتقلب العالم رأسًا على عقب.
تدافع المسعفون كأنهم كانوا ينتظرون إشارة واحدة فقط. ارتفعت الأصوات، اختلطت الصلوات بالنداءات الطبية، وتحولت الجنازة إلى سباق مع الزمن. ريتشارد سقط على ركبتيه دون أن يشعر، وأمسك يد ابنته بارتجاف، كمن يمسك الحقيقة بعد أن كانت تفلت منه. همس وهو يضغط على كفّها:
«إيميلي… تمسّكي… أرجوكِ تمسّكي.»
أما جوردان، فوقف في الخلف، ودموعه تنزل على وجهه المتّسخ دون خجل. كان قد أنقذ حياة ابنة أغنى رجل في المكان… ومع ذلك، لم يصدّقه أحد في البداية.
«لكن ما حدث بعد تلك اللحظة لم يكن نهاية القصة… بل بدايتها فقط.
باقي القصة كاملة في الصفحة التالية رقم (2).»