عاد إلى البيت غاضبًا… فسمع ضحكة لم يسمعها منذ وفاة زوجته

عاد إلى البيت غاضبًا… فسمع ضحكة لم يسمعها منذ وفاة زوجته

في ذلك اليوم، عاد بنجامين سكوت إلى منزله في غرينيتش وهو يغلي غضبًا، محطمًا بما جرى في مانهاتن، بسلسلة اجتماعات قاسية وفشلٍ نزع عنه آخر ما تبقّى من تماسكه، عازمًا على أن ينهار في صمتٍ دام ثمانية أشهر.
كان التوتر ينهش روحه، وغضبه ممتزجًا بذنبٍ ثقيل، فزوجته أماندا رحلت، وهو يشعر أنه أبٌ عاجز، بلا خريطة، بلا كلمات، بلا قدرة على الاحتواء.
عند الرابعة عصرًا، أمسك حقيبته الإيطالية وغادر مكتبه دون وداع. كان طريق العودة إلى كونيتيكت أشبه بالسير فوق زجاجٍ مكسور، وهو يضغط على المقود حتى ابيضّت مفاصله.

دخل إلى الممر المؤدي إلى المنزل وهو فارغ من الداخل، اجتاز الردهة الواسعة، وأرخى ربطة عنقه، متوقعًا ما اعتاده: صمتًا خانقًا، بيتًا تحوّل إلى ضريحٍ مشيّد بالذنب اليومي.
لكن ذلك البيت كان نابضًا على غير عادته، كأن قلبًا خفيًا قد أُشعل داخله. توقّف بنجامين فجأة، فقد حمل الهواء صوتًا مستحيلًا، صوتًا لم يكن من المفترض أن يوجد.
ضحكات… ضحكات حقيقية، منطلقة، جامحة، ضحكات أبنائه. انقبض صدر بنجامين بقوة، لأن ريك ونيك وميك لم يضحكوا منذ رحيل أماندا.

لم يضحكوا منذ أن دهسها سائق مخمور وهي في طريقها لشراء دواء لهم، ومنذ ذلك اليوم تحوّل التوائم إلى أشباح صغيرة، أجساد صامتة تتنقّل في ممراتٍ باهظة الثمن.
تجمّد بنجامين في مكانه، يتتبع الصوت كمن يسمع طيفًا، غير قادر على التصديق، لكنه كان يعلم أن الضحك لا يُختلق.
انزلقت الحقيبة من يده وسقطت على الرخام بصوتٍ مكتوم، وسار خلف الصوت وقلبه يخفق بعنف حتى شعر بالألم.
اتجه عبر الممر نحو الشرفة الزجاجية، المكان الذي كانت أماندا تعشقه للضوء، ودفع الباب الزجاجي، متوقعًا أن يرى سرابًا لا يفضحه.

لكن ما رآه سرق أنفاسه، كأن البيت انشطر نصفين أمام عينيه، وفي قلب الشقّ كانت الحياة.
كانت جين موريسون، المربية التي استأجرتها حماته قبل شهر فقط، على الأرض على أربع، تتنفس بسرعة، ووجهها محمرّ من شدة اللعب.
كان ريك ونيك وميك فوق ظهرها، يضحكون بفرحٍ منفلت، وكان ميك يمسك بحبلٍ كأنه لجام، كأن جين حصان.
كانت جين تصهل، تهزّ رأسها، وتتحرك فوق السجادة، تضحك معهم وكأن الرهن العقاري، ومجلس الإدارة، والعالم الخارجي، قد اختفوا تمامًا.

لم يستطع بنجامين أن يتحرك، ولم يستطع أن يتنفس. فهؤلاء الأطفال أنفسهم، الذين كانوا يصرخون ليلًا ويسألون عن أمهم، كانوا يلعبون الآن حقًا، بلا خوف، بلا حذر.
ولم يكن اللعب معه، هو الأب الملياردير، الرجل الذي دفع ثمن العلاج والألعاب الإلكترونية، بل كان معها هي، امرأة بالكاد يعرفها، بالكاد يحدثها.
لقد حققت ما لم يستطع ماله شراءه، وما لم تنجح فيه يأسه ومحاولاته، وذاب غضب مانهاتن في داخله إلى عقدة موجعة من الذنب والإعجاب.
فهم بنجامين، بوضوحٍ مؤلم، أنه بينما كان يلاحق حلولًا باهظة، منحتهم جين الإذن بأن يكونوا أطفالًا من جديد، ودفئًا كسر جليد الحداد.
«لكن تلك اللحظة لم تكن نهاية الألم… بل بداية ما سيغيّر هذه العائلة إلى الأبد.
باقي القصة في الصفحة التالية رقم (2).»