عاد الملياردير إلى منزله فجأة… وما رآه في المطبخ مع أطفاله جعله ينهار
في الليلة التالية، عاد براين إلى المنزل عند السادسة.
كان العشاء فوضى. حليب مسكوب. شجار على الطبق الأزرق.
راقب غريس وهي تدير كل شيء بسهولة، تضحك، تحفظ النظام دون رفع صوتها.
شعر بأنه دخيل… لكنه بقي.
عند السابعة والنصف، حان وقت الاستحمام.
توجّهت الأنظار إليه.
قال وهو يصفّي حلقه:
«نعم… حوض المطبخ لا بأس به.»
استرخى جسد جيمس.
ملأت غريس الحوض. رغوة. حملت جيمس.
«أنا هنا، يا صديقي.»
ابتسم.
بقي براين مترددًا.
«هل تساعد جايسون؟» سألت.
اقترب. يداه متصلبتان. حمل جايسون بحذر. وضعه قرب جيمس.
قال جايسون:
«دافئ، يا بابا.»
ناولته غريس قطعة قماش.
«اغسل شعره. اجعلها ممتعة.»
فعل. بحركات مترددة.
وبالصدفة، شكّل الصابون كعرفٍ على رأسه.
انفجر جون ضاحكًا:
«يشبه مغني الروك!»
رمش براين. شيء تحرّر في صدره.
انحنى وصنع شعر جيمس مدبّبًا.
تعالت الضحكات.
«جون! جون!»
فعل الشيء نفسه.
ضحكوا حتى كادوا يختنقون.
وضَحِكَ براين معهم. للمرة الأولى منذ ثمانية عشر شهرًا. ضحك حقيقي.
ابتعدت غريس قليلًا، مبتسمة.
هذا ما كانوا يحتاجونه.
وهذا ما كان يحتاجه هو.
مرّ أسبوعان.
صار براين يعود عند السادسة. ألغى رحلاته. قال لمساعده إن لياليه غير قابلة للتفاوض.
لاحظ الأطفال التغيير. صاروا يركضون إلى الباب عند سماع سيارته.
راقبت غريس. رأت براين يعود إلى الحياة.
ورأت المسافة بين الأب وأبنائه تضيق.
وبين حمّامات الفقاعات وقصص ما قبل النوم، بدأ شيء آخر يتشكّل.
لم يقله أيٌّ منهما بصوت عالٍ.
لمسة يد. نظرة تُلتقط في المطبخ.
وجاء الاتصال.
اسم شقيقتها مايا على الشاشة.
«غريس… نحتاج مساعدة. ماركوس قُبل، لكننا لا نستطيع الدفع. والمستشفى أرسل فاتورة جديدة لأمّنا. ونحن متأخرون في الإيجار ثلاثة أشهر.»
«كم تحتاجون؟»
«خمسة عشر ألفًا… على الأقل.»
أغلقت الهاتف.
خمسة عشر ألف دولار.
راتبها بالكاد يغطي ذلك.
كانت ستضطر لعملٍ ثانٍ.
أي للمغادرة.
أي لتركهم.
في تلك الليلة، كانت صامتة.
بعد أن نام الأطفال، جلست وكتبت.
«السيد تشرشل المحترم…
يؤسفني إبلاغكم باضطراري للاستقالة…»
ارتجفت يدها.
«…من أهم عمل في حياتي. سيبقى أطفالكم دائمًا جزءًا من قلبي…
…لكن عائلتي تحتاجني، ولا أستطيع أن أكون في مكانين معًا.»
وقّعت. طوت الورقة. وتركتها على مكتبه قبل أن تغيّر رأيها.
وجد براين الرسالة ظهر اليوم التالي.
قرأها ثلاث مرات.
أدرك أمرًا أخافه:
لم تعد المسألة تتعلّق بالأطفال فقط.
كان يحتاجها هو أيضًا.
بعد أسبوعين، وجدها في الحديقة.
قال:
«لماذا لم تخبريني؟ عن عائلتك؟ عن المال؟»
«لأنه ليس مشكلتك.»
«ليس مشكلتي…»
توقّف.
«ستغادرين لأنك تحتاجين خمسة عشر ألفًا؟»
«سأغادر لأن عائلتي تحتاجني.»
قال:
«وأطفالي؟»
قالت بصوت مكسور:
«أنت والدهم.»
قال بحزم:
«أنقذتِ ابني اليوم… بل أنقذتنا جميعًا منذ جئتِ.»
ثم قال:
«دفعتُ رسوم دراسة أخيك. أربع سنوات. كل شيء.»
بكت.
قال:
«لا كموظفة… كعائلة. أريدك أن تبقي.»
قالت:
«سأبقى.»
وبقيت.
وبعد أشهر، في مطبخٍ ضحك فيه ثلاثة أطفال من جديد، تعلّم رجلٌ مكسور درسًا لم ينسه أبدًا:
أن الأبوة لا تعني الكمال…
بل الحضور.
وأن العائلة ليست دمًا فقط…
بل من يبقى، ومن يختارك، ومن يحبك رغم الفوضى.

تعليقات