ذهبت لتوقيع الطلاق… فصُدم عندما رآها: كانت في شهرها السابع!

ذهبت لتوقيع الطلاق… فصُدم عندما رآها: كانت في شهرها السابع!

الآن، في مكتب كاتب العدل، كان أليخاندرو ينظر إليها وكأن الأرض سُحبت من تحته.
قال بصوت أجش:
«لماذا… لماذا لم تخبريني؟»
نظرت إليه بهدوء.
وقالت بلطفٍ قاسٍ:
«وماذا كنت ستفعل؟ هل كنت ستتخلى عن الويسكي، عن العمل، عن “لاحقًا”؟ أم كنت ستجد عذرًا آخر؟»
ابتلع ريقه. تذكر صوته تلك الليلة: أحتاج مساحة. تذكر وجهه المتجهم. تذكر كيف تركها ترحل.
نهض واتجه نحو النافذة دون أن يرى الشارع.
قال:
«كنت أحمق… كنت أعرف، لكن كان أسهل أن أصدق أنكِ تبالغين.»
لمست فيكتوريا بطنها. تحرك الطفل، كأنه يرد.
قالت، وصوتها ينكسر لأول مرة:
«كنت خائفة أيضًا… خائفة من أن أفعلها وحدي، من أن أكرهك للأبد، من أن يولد طفلنا بفراغ لا أستطيع ملأه.»
استدار أليخاندرو. رأى دموعها تنساب بصمت. رأى المرأة القوية تتصدع.

وفهم أخيرًا شيئًا لم يشأ قبوله يومًا: كبرياؤهما كلّفهما الكثير.
تقدم نحوها، وجثا أمام كرسيها، كأنه أدرك أخيرًا أن هناك أشياء أكبر من الكرامة الزائفة.
أمسك يديها وقال:
«لا أعرف كيف أفعل هذا… لا أعرف كيف أكون الرجل الذي احتجتِه. لكن إن سمحتِ لي… سأتعلم. أقسم.»
تنفست فيكتوريا بعمق، كأن الوعد أخافها.
رفع أليخاندرو يده المرتجفة وقال:
«دعيني… دعيني أشعر به.»
لم تُجب بالكلمات.
أخذت يده ووضعتها على بطنها.
وفي تلك اللحظة، ركل الطفل بقوة.
تجمد أليخاندرو.
ثم انهار.
انهمرت دموعه دون استئذان.
بكى هناك، راكعًا، غير آبهٍ بشيء.
ولأول مرة منذ ثمانية أشهر، توقف أليخاندرو ميندوزا عن التظاهر بأنه بخير.

لم يوقّعا أوراق الطلاق في ذلك اليوم.
غادرا المكتب متشابكي الأيدي، والعالم يدور بشكل مختلف.
حاول المحامي هيكتور التحدث عن الرسوم والإجراءات، وعن أن «الأمر لا يُلغى هكذا».
لكن أليخاندرو نظر إليه كضجيج.
قال: «أرسل لي الفاتورة… وأنهِ كل شيء.»
ذهبا إلى مقهى قريب، من تلك الأماكن القديمة ذات النوافذ الزجاجية الملوّنة والخبز الحلو، حيث يسألك النادل: «المعتاد؟» حتى لو كانت زيارتك الأولى.
تحدثا لساعات.
سأل أليخاندرو عن كل ما فاته: الفحوصات، الغثيان، الرغبات الغريبة، أول حركة للطفل.
أخبرته فيكتوريا، ومع كل تفصيل كان صوتها يلين، كأن الخيوط تعود لتجمعهما.
تحدثا أيضًا عما انكسر، بلا صراخ، بلا دفاع.
اعترف أليخاندرو بخوفه: من الأبوة، من تكرار برود والده، من الفشل.
واعترفت فيكتوريا بيأسها: كانت تريد عائلة بشدة، حتى إنها أحيانًا ضغطت دون أن تنصت.
قررا ألا يعودا للعيش معًا فورًا. لم يريدا حلًا مؤقتًا، بل شيئًا حقيقيًا.

استأجر أليخاندرو شقة قرب فيكتوريا في كيريتارو. ذهبا إلى العلاج مرتين أسبوعيًا. تعلما كيف يتحدثان دون هجوم، وكيف ينصتان دون هروب.
كل مساء، كان أليخاندرو يتناول العشاء معها ويتحدث إلى الطفل.
يحكي له عن العالم.
ويعده بأنه هذه المرة لن يتأخر عمّا هو مهم.
وُلد الطفل في ديسمبر، في مستشفى بكيريتارو، والبرد يلتصق بالنوافذ.
سمّياه سانتياغو.
عندما حمل أليخاندرو ابنه للمرة الأولى، صغيرًا ومتجعدًا ومثاليًا، شعر أن خوفه القديم انتقل إلى مكان آخر.
لم يختفِ…
لكنه لم يعد المتحكم.
انتقلا معًا عندما بلغ سانتياغو ثلاثة أشهر، إلى بيتٍ بفناء وشجرة ليمون، قريب من كارمن، قريب من الحياة التي بنتها فيكتوريا بدونه.
لم يكن الأمر سهلًا.
كانت هناك خلافات، وانتكاسات، وأيام يعود فيها الماضي كصفعة.
لكن كانت هناك أيضًا صباحات حفاضات، وضحكات، ويقين ينمو ببطء: الحب لا يعود دائمًا بالألعاب النارية… أحيانًا يعود بالعمل، وبالتواضع، وبالرغبة الصادقة.
بعد عام، وفي حفل صغير بلا تكلّف، جددا عهودهما في المقهى نفسه الذي ركع فيه أليخاندرو لأول مرة بلا كبرياء.
كان سانتياغو نائمًا في عربته.

نظرت فيكتوريا إلى أليخاندرو وقالت ببساطة:
«هذه المرة… ابقَ.»
فأجاب:
«أنا هنا.»
اليوم، بعد ثلاث سنوات، يركض سانتياغو في الفناء ويضحك ضحكته الشافية. وأحيانًا تحكي فيكتوريا القصة كذكرى مجنونة من الماضي:
«أتتذكر حين كدنا نطلق وأنا في الشهر السابع؟»
فيضغط أليخاندرو على يدها.
لأنه يعرف الحقيقة:
بعض الفرص الثانية لا تأتي كمكافأة.
بل تأتي كفرصة أخيرة قبل خسارة كل شيء.
وهما… تعلما أخيرًا أن يعبرَاها معًا.