“طردني زوجي في ليلةٍ باردة… فمرّرتُ بطاقة أبي القديمة، وبعد ثوانٍ ظهر رجل من الخزانة الأمريكية!”

“طردني زوجي في ليلةٍ باردة… فمرّرتُ بطاقة أبي القديمة، وبعد ثوانٍ ظهر رجل من الخزانة الأمريكية!”

اسمي إيميلي كارتر، والليلة التي تحطم فيها زواجي أخيرًا لم تكن كإنفجارٍ مدوٍّ، بل كانت أشبه ببابٍ يُغلق بهدوء خلفي بصوت طَقّة خافتة، بينما كنت واقفة على شرفة المنزل الذي عشت فيه ثماني سنوات، لا أحمل معي سوى حقيبة سفر صغيرة، وحقيبة يدٍ بداخلها بطاقة لم أستخدمها قط.
بطاقة والدي.
تلك التي وضعها في يدي قبل أسبوعٍ واحد من وفاته، محذّرًا إياي بعبارةٍ غامضة:
«احتفظي بها جيدًا يا إيم. إذا أصبحت الحياة أكثر ظلمة مما تستطيعين تحمّله، استخدمي هذه. ولا تخبري أحدًا عنها، حتى زوجك».
في ذلك الوقت، ظننت أنه يتحدث كعجوزٍ عاطفي.
كان والدي، تشارلز كارتر، مهندسًا مُكرَّمًا، وأرملًا هادئًا بعد وفاة أمي، ورجلًا ادّخر حكمةً أكثر مما ادّخر مالًا… أو هكذا كنت أعتقد.
لكن كل شيء تغيّر في الليلة التي طردني فيها زوجي، رايان هولت، من المنزل.

كان الخلاف بيننا يغلي منذ أشهر، لكنه انفجر تلك الليلة عندما عاد رايان متأخرًا مرة أخرى، تفوح منه رائحة عطرٍ ليست لي.
قال متذمرًا وهو يرمي مفاتيحه على سطح الرخام:
— لا تبدئي.
أجبته بصوتٍ منخفض:
— أنا لا أبدأ شيئًا… أنا فقط متعبة يا رايان.
ضحك ضحكةً كانت يومًا ما تطمئنني، لكنها الآن بدت كخنجرٍ يُضغط بين أضلعي:
— متعبة من ماذا؟ من الحياة التي وفرتها لك؟ إيميلي، أنتِ بلا عمل أصلًا. أنا أقتل نفسي في العمل بينما أنتِ…
همست:
— بينما ماذا؟ بينما أتوسل إليك أن تتحدث معي؟ بينما أتظاهر أنني لا أعرف شيئًا عن امرأة مكتبك؟ تلك التي تتصل منتصف الليل؟

تجمّد في مكانه، ثم انكسر شيء داخله.
قال ببرود:
— تعلمين ماذا؟ إن كنتِ غير سعيدة هنا، فارحلي.
ظننت أنني أسأت السمع.
— ماذا؟
أشار إلى الباب:
— ارحلي. خذي أغراضك واخرجي.
— هل تطردني؟ من أجلها؟
— لا، أنا أطردك لأنك أصبحتِ عبئًا. انتهى الأمر.
وقفت مشلولة حتى أخرج حقيبة من الخزانة ورماها على الأرض.
حينها فقط أدركت — إدراكًا حقيقيًا — أنه جاد.
كان يريد بدايةً جديدة، طلاقًا… وحياةً لا مكان لي فيها.
جمعت ما استطعت بيدين مرتجفتين، وخرجت إلى ليل دنفر البارد.
جلست خلف مقود سيارة هوندا القديمة الخاصة بوالدي، أحدّق في الشيء الوحيد المتبقي في حقيبتي: بطاقة معدنية سوداء قديمة.
لم يكن عليها شعار بنك، فقط نقش صغير: نسر يلتف حول درع.

لم أكن أعرف لأي بنك تنتمي.
ولا كم تبلغ قيمتها.
ولا لماذا يملك رجل مثل والدي شيئًا يبدو… حصريًا إلى هذا الحد.
لكنني كنت بلا منزل.
ولديّ 138 دولارًا فقط في حسابي الجاري.
وبلا عمل منذ عامين.
لم يكن لدي خيار.
في صباح اليوم التالي، متجمدة ومتعبة، قدت سيارتي إلى نُزلٍ صغير قرب وسط مدينة بولدر.
كان المكان تفوح منه رائحة القهوة وخشب الأرز، وبدا متواضعًا بما يكفي لئلا يجروا تدقيقًا معقّدًا.
سألني موظف الاستقبال:
— كم ليلة؟
— ليلة واحدة فقط.
دفع إليّ جهاز الدفع.
توقفت أصابعي فوق سحّاب حقيبتي.
ابتلعت ريقي، وأخرجت البطاقة المعدنية وأدخلتها.
مرّت ثانيتان… ولم يحدث شيء.
ثم اتسعت عينا الموظف فجأة.

— أمم… سيدتي؟ لحظة واحدة من فضلك.
رفع هاتفًا من تحت المنضدة.
سرت قشعريرة باردة في ظهري.
هل رُفضت البطاقة؟ هل هي مسروقة؟ هل سأُعتقل؟
تمسكت بحافة الطاولة.
— هل… هناك مشكلة؟
خفض صوته:
— لست متأكدًا. النظام أشار إلى شيء.
— أشار إلى ماذا؟
أومأ بتوتر ودخل الغرفة الخلفية.
تسارعت أنفاسي.
كان هذا خطأ.
كان عليّ بيع خاتم زواجي، أو استئجار مكان رخيص، أي شيء سوى استخدام بطاقة غامضة أعطاها لي والدي وهو على فراش الموت.
عاد الموظف محمرّ الوجه:
— شخص ما سيخرج للتحدث معك.

— شخص؟
قبل أن أستوعب، فُتح باب الردهة.
دخل رجل طويل يرتدي بدلة رمادية أنيقة.
كان يبدو كأنه ينتمي إلى مبنى فيدرالي لا إلى نُزلٍ ريفي.
تفحّص المكان بعينين حادتين، ثم رآني وتقدّم بخطوات دقيقة.
— السيدة كارتر؟
توقف قلبي.
— نعم؟
أبرز شارة وقال:
— أنا العميل دونوفان بيرس، رابط وزارة الخزانة الأمريكية – قسم الأمن المالي للأصول عالية القيمة.
هل يمكننا التحدث على انفراد؟
👇🔥 باقي القصة في الصفحة التالية رقم (2)… واستعدّي لأن السؤال القادم سيقلب كل ما كنتِ تظنينه عن “بطاقة والدك”!