طفلة عاملة النظافة زحفت نحو مليونير… واللي اكتشفه قلب الشركة كلها

طفلة عاملة النظافة زحفت نحو مليونير… واللي اكتشفه قلب الشركة كلها

من يمكن أن تطلب مساعدته دون أن يُبلّغ عنها؟
في تلك اللحظة، انفتح باب المخزن. ظهرت امرأة مسنّة تحمل صينية قهوة — دونا سيدا. عيون طيبة. يدان ثابتتان. ملامح من رأى من الحياة ما يكفي ليصعب إخافته.
قالت:
«أماندا… ما بكِ يا ابنتي؟ أنتِ شاحبة.»
وبحلق يحترق خزيًا، اتخذت أماندا أخطر قرار في حياتها.
حكت لها كل شيء. الإيجار. الإشعار. الجارة المريضة. الطفلة المخفية. الباب المغلق. وضعت دونا سيدا يدها على صدرها.
«يا رب… طفلة محبوسة هناك؟»
«أعرف أنني أخطأت… لكن لم يكن لدي خيار»، قالت أماندا وهي على وشك البكاء.
لم تحكم دونا سيدا عليها. أخرجت حلقة مفاتيح.

«لدي مفتاح رئيسي. هيا.»
ركضتا. فُتح الباب. كانت بيا جالسة بين البطانيات، وجهها أحمر، والدموع تنساب على وجنتيها الممتلئتين، تبكي بهدوء، كأن حتى البكاء يحتاج إذنًا. حملتها أماندا، شدّتها إلى صدرها، قبّلتها مرارًا.
«أنا هنا يا حبيبتي. آسفة… آسفة…»
راقبت دونا سيدا المشهد بعينين دامعتين. كانت أمًا عزباء في يوم ما. تعرف ذلك الخوف.
قالت:
«اسمعيني يا أماندا. سأساعدك. لكن عليك أن تثقي بي. ستبقى الطفلة معي هنا في المخزن بينما تعملين. هناك اجتماع بجوارنا، نعم — لكنني سأشغلها. نظّفي الحمّام الخاص بغرفة الاجتماع. الأمر سريع. إن بكت، ستسمعينها.»
ابتلعت أماندا ريقها. لم يكن هناك طريق آخر.
في هذه الأثناء، دخل آرثر ألبوكيرك قاعة الاجتماعات كعاصفة صامتة. بدلة سوداء متقنة. عينان داكنتان. ستة مديرين في منتصف العمر يتصبّبون عرقًا رغم التكييف.

قال بلا دفء:
«مساء الخير.»
لم تكن تحية. كانت إجراءً.
وأضاف بهدوء مخيف:
«سيشرح لي أحدكم كيف اختفى مليونا دولار من حسابنا.»
تنحنح المدير المالي.
«نحن نحقق. كانت هناك تحويلات غير مصرح بها إلى حساب وهمي. نشتبه—»
قاطعه آرثر:
«لم أطلب شكوكًا. طلبت تفسيرات. أين أخي روبرتو؟ يجب أن يكون هنا.»
ساد الصمت. كان آرثر يعرف.
اعترف المدير المالي مرتجفًا:
«بدأت التحويلات بعد أن تولّى روبرتو إدارة القسم.»
أغمض آرثر عينيه ثانية. روبرتو. دائمًا روبرتو. وتحت الغضب، حزن قديم — ذاك الذي حمله خمس سنوات منذ أن أخذ السرطان ابنته كلارينا ذات الأربع سنوات. منذ ذلك الحين، كان آرثر موجودًا، لكنه لا يعيش.

قال:
«اتصلوا به. الآن.»
وصل روبرتو بابتسامة مصطنعة، شعر فوضوي، تفوح منه رائحة الويسكي. سقط في الكرسي كأن
العالم مدين له بشيء.
قال:
«ما هذا الاجتماع المفاجئ؟ كان يمكن أن تُخبرني، يا أخي.»
نظر إليه آرثر كأنه بقعة.
«اجلس مستقيمًا. وأخبرني أين ذهب المليونان.»
هزّ روبرتو كتفيه.
«لا فكرة. خطأ في النظام. أحدهم اخترق كلمة مروري. يحدث ذلك.»
نهض آرثر ببطء، واضعًا يديه على الطاولة.
«هل تظنني غبيًا؟»
«اهدأ. إنه مجرد مال. لدينا الكثير. لماذا كل هذه الدراما؟»
كان آرثر على وشك الرد حين سمع صوتًا خافتًا — أنينًا. توقّف.
«هل سمعتم ذلك؟»
وقبل أن يجيب أحد، انفتح باب الخدمة بهدوء…
ودخل شيء صغير عالم الرجال الأقوياء.
بيا.

كانت قد زحفت خارج المخزن، متتبعة الضوء. بدا لها الطاولة الخشبية الضخمة نفقًا مألوفًا. في بيتها، كانت تزحف تحت طاولة القهوة. لم تعرف شيئًا عن الملايين أو الاحتيال أو الخيانة. عرفت فقط الضجيج والخوف والحاجة إلى الأمان.
في البداية كانت غير مرئية. همسة تحت الطاولة.
ثم حركة صغيرة قرب كرسي.
لم يلاحظها أحد —
حتى تراجع روبرتو بعصبية وكاد أن يطأها.
نظر إلى الأسفل، فتقلّص وجهه اشمئزازًا.
«ما هذا بحق…؟ من أين جاء هذا؟»
هذا.
حين سمعت نبرته القاسية، انكمشت بيا. عرفت رجالًا مثله — أصوات عالية، حركات مفاجئة، خطر في الهواء. حرّك روبرتو قدمه كأنه يطرد حيوانًا.
«اخرجي. ابتعدي. اذهبي!»
ارتعشت شفة بيا. ثم انفجر البكاء — عالٍ، يائسًا، كأن الليل كله انهار في صدرها.
وقف المديرون في حيرة. استدار آرثر —
وفي تلك اللحظة بالذات، اندفعت أماندا من باب الخدمة كأمّ تعبر النار.
لا تفوّت الصدمة… باقي القصة في الصفحة التالية رقم 3.