ترك زوجته الحامل في الشهر التاسع على طريقٍ متجمّد… وما حدث بعدها غيّر حياتها للأبد

ترك زوجته الحامل في الشهر التاسع على طريقٍ متجمّد… وما حدث بعدها غيّر حياتها للأبد

كنتُ في الشهر التاسع من الحمل، أشعر بأنني ضخمة وثقيلة الحركة كمنطادٍ هوائي. ومع ذلك، وتحت كل هذا الإرهاق، كان هناك دفء خفيّ يتملكني؛ مزيج من الخوف والدهشة التي ترافق معرفة أنكِ على وشك لقاء طفلك.
لكن ذلك الدفء تحطّم في هذا اليوم تحت موجة متصاعدة من القلق. كنا في طريقنا إلى حفل عيد ميلاد حماتي.
كانت علاقتي بشارون، والدة زوجي غريغ، تصلح لأن تكون نموذجًا للعداء المغلّف. لم تُحبّني يومًا؛ فتاة خجولة من عائلة عاملة، تتزوّج ابنها «الموهوب، المتعلّم جامعيًا». في نظرها، لم أكن كافية أبدًا. ومع ذلك، أصرّ غريغ على الذهاب.
قال لي:
«ليا، إن لم نحضر، ستفقد أمي أعصابها».

ثم أضاف:
«أنتِ تعرفين طبعها».
نعم، كنت أعرف. كانت شارون من النساء اللواتي يطالبن بأن تنحني الحياة لإرادتهن، وغالبًا ما كانت تفعل.
كانت السيارة تشق طريقها على الطريق السريع المتجمّد في ولاية ويسكونسن، والمشهد من حولنا ليس سوى صفحة بيضاء لا نهاية لها. ارتفعت أكوام الثلج على جانبي الطريق كأمواجٍ متجمّدة. ورغم أن المدفأة تعمل بأقصى طاقتها، كنت أرتجف. وفجأة، شعرتُ بألمٍ حادّ ملتفّ يمسك بأسفل بطني، وانتزع أنفاسي.
قلتُ بهدوء:
«إنه يتحرّك كثيرًا اليوم».
لم يردّ غريغ، بل أطلق تذمّرًا خافتًا، وعيناه مثبتتان على الطريق. أقنعتُ نفسي أن الأمر لا يتجاوز ضغط العمل؛ فوظيفته الهندسية في المصنع كانت مرهقة. لكن في داخلي، كنت أعلم أن شيئًا ما قد تغيّر.

ثم حدث الأمر.
شعرتُ بفرقعة مفاجئة في داخلي، تلتها دفقة دافئة. تجمّد نفسي.
قلت بصوتٍ مرتجف:
«غريغ… أعتقد أن كيس الماء قد انفجر».
ضغط على المكابح بقوةٍ هائلة حتى اهتزّت السيارة بعنف وانزلقت لتتوقف على كتف الطريق السريع الخالي.
قال بغضبٍ لا قلق فيه:
«ماذا؟ الآن؟ أنتِ تمزحين، أليس كذلك؟»
قلت وأنا ألهث مع بداية تقلّصٍ جديد:
«أنا جادة. غريغ، يجب أن نذهب إلى المستشفى، أرجوك!»

استدار نحوي، وقد التوى وجهه بغضبٍ بارد.
«فعلتِ هذا عن قصد، أليس كذلك؟»
للحظة، لم أستوعب حتى ما يعنيه.
«ماذا؟ لا! الطفل قادم، غريغ! لا أستطيع السيطرة على هذا!»
تمتم بحدة:
«كان عليكِ التفكير في ذلك من قبل! كنتِ تعلمين مدى أهمية هذا اليوم لأمي! لقد كانت تُحضّر لهذا منذ أشهر، وأنتِ لم تستطيعي إلا أن تفسديه!»
قلت باكية:
«غريغ، هذا طفلك! هو من يقرر متى يأتي، لا أنا. أرجوك، ساعدني!»
لكن بدلًا من المساعدة، خرج من السيارة وصفق الباب بعنف.

قلت مذهولة:
«غريغ، ماذا تفعل؟»
فتح الصندوق الخلفي، وأخرج حقيبة المستشفى – تلك التي جهّزتها بعناية قبل أسابيع – وقذفها في الثلج.
قال ببرود:
«انزلي. لقد تسببتِ بتأخيري. دبّري أمرك بنفسك».
صرخت متوسّلة:
«غريغ، أرجوك، لا تفعل هذا! لا يمكنك أن تتركني!»
لم ينظر إليّ حتى. عاد إلى السيارة، شغّل المحرّك، وحدّق عبر الزجاج الأمامي.
قال بلهجة قاسية:
«أمي تأتي أولًا. هي التي ربّتني. أنتِ مجرد زوجة».
كنت أظن أنني تُركت لأموت على ذلك الطريق المتجمّد…  
لكن ما حدث بعدها لم يكن في الحسبان.
⬅️ باقي القصة في الصفحة التالية (2)