تزوّج خادمته وهو يظنّها أمًّا لثلاثة أطفال… لكنّ الحقيقة التي انكشفت في ليلة الزفاف أسقطته باكيًا!
في قصرٍ كبيرٍ في ألابانغ، دخلت مايا البيت بخطواتٍ هادئة. كانت في الخامسة والعشرين من عمرها، بسيطة، مجتهدة، قليلة الكلام. تعمل مساعدةً منزلية، وكانت المقرّبة المفضّلة لدى السير لانس، الرجل الثلاثيني، الأعزب، والرئيس التنفيذي لشركةٍ متعددة الجنسيات. كان لانس صارمًا في عمله، لكنّه عادل وطيب في جوهره.
كلّ ما كان يعرفه عن مايا لم يكن منها، بل من همسات بقية العاملين: أنّها «امرأة منكوبة» في قريتها، وأنّها في كلّ شهر تخصم معظم راتبها وترسله إلى الإقليم البعيد. وحين كانت تُسأل عن السبب، كانت تجيب بهدوء:
«من أجل جونجون، وبوبوي، وكرينغ-كرينغ».
وهكذا ترسّخ في أذهان الجميع استنتاجٌ واحد: مايا أمٌّ عزباء لديها ثلاثة أطفال منذ سنٍّ مبكرة.
ورغم هذا الكلام كلّه، وقع لانس في حبّها. كان في مايا شيءٌ مختلف. وحين أُصيب لانس بحمّى الضنك وأُدخل المستشفى أسبوعين كاملين، كانت مايا هي التي لم تفارقه. هي التي كانت تطعمه، وتسهر على راحته، وتراقبه في صمته وتعبه. رأى لانس في عينيها قلبًا مكسورًا، لكنّه صلب.
قال في نفسه:
«لا يهمّني إن كان لديها أطفال. سأحبّهم كما أحبّها».
بدأ لانس يقترب من مايا. في البداية رفضت. قالت له وهي مطأطئة الرأس:
«سيدي… أنت في السماء، وأنا في الأرض. ثم إنّ عليّ مسؤوليات كثيرة».
لكنّ لانس كان مصرًّا. شعر أنّه مستعدّ لقبول كلّ شيء. وفي النهاية، تمّ الارتباط.
تحوّل الأمر إلى فضيحة كبيرة. ثارت والدته، دونيا كونسويلو، وغضبت بشدّة:
«لانس! هل جننت؟! ستتزوّج امرأة لديها ثلاثة أطفال؟! ومن سيتحمّل عبء العائلة؟!»
ضحك أصدقاؤه ساخرين:
«مبارك يا لانس! صرتَ أبًا لثلاثة دفعة واحدة! استعدّ للمصاريف!»
لكنّ لانس دافع عن مايا. وتزوّجا في حفلٍ بسيط. كانت مايا تبكي عند المذبح وتهمس:
«سيدي… لانس… هل أنت متأكّد؟ قد تندم».
فأجابها بثبات:
«لن أندم أبدًا يا مايا. أحبّك وأحبّ أطفالك».
جاءت ليلة الزفاف. ليلة العمر.
كانا في غرفة النوم الرئيسية. ساد الصمت، وكان التوتّر ظاهرًا على مايا. اقتربت ببطء من زوجها. كان لانس مستعدًّا لتقبّل كلّ شيء: آثار الماضي، علامات الحمل، ندوب الأمومة… فقد كان يراها رموز تضحية.
قال لها بلطف وهو يربّت على كتفها:
«لا تخجلي يا مايا. أنتِ زوجتي».
أومأت مايا بخفوت، وأنزلت حمالة ثوب نومها ببطء.
وحين رأى لانس جسد زوجته… تجمّد في مكانه.
انصدم.
جسدٌ ناعم. بلا أيّ آثار. لا تمدّد في البطن، ولا علامات ولادة. لا شيء يدلّ على أنّها أنجبت طفلًا واحدًا، فضلًا عن ثلاثة. كان جسدها كجسد امرأة لم تحمل يومًا.
قال بدهشة:
«هل أنتِ متأكّدة؟ كنتُ أظنّ… كنتُ أظنّ أنّ لديكِ ثلاثة أطفال؟»
انحنت مايا، وارتجفت. أمسكت حقيبتها من طرف السرير، وأخرجت ألبوم صورٍ قديمًا، وشهادة وفاة.
قالت بصوتٍ متهدّج:
«لانس… سامحني لأنّي لم أشرح منذ البداية. كنتُ أخاف إن عرف الناس الحقيقة أن يبتعدوا عنّي أو يتركوني حين يعلمون أنّني بلا شيء».
فتحت الألبوم. كانت فيه صورة بيتٍ محترق، وثلاثة أطفال صغار يبكون أمام تابوتين.
قالت والدموع تملأ عينيها:
«جونجون، وبوبوي، وكرينغ-كرينغ… ليسوا أطفالي يا لانس. إنّهم أبناء أختي وزوجها».
سألها لانس بارتباك:
«وأين أختك؟»
بدأت مايا تبكي:
«منذ خمس سنوات… احترق بيتنا في القرية. أختي وزوجها احترقا وهما يحاولان إخراج الأطفال من النافذة. ماتا… وبقيتُ أنا وحدي. كنتُ في العشرين، مليئة بالأحلام. لكن حين رأيت أطفالهما يتامى، وقفت أمام تابوت أختي ووعدتها».
وأضافت بصوتٍ منكسر:
«قلت لها: سأرعاهم. لن أتخلّى عنهم. سأكون لهم أمًّا وأبًا».
«لكنّ ما لم يكن يعلمه لانس في تلك اللحظة، أنّ الحقيقة التي ستنكشف بعد قليل لن تغيّر نظرته إلى مايا فقط… بل ستعيد تعريف معنى الأمومة والحبّ في حياته كلّها. (تابعوا باقي القصة في الصفحة رقم 2)»

تعليقات