وسط تزايد المخاوف من التلوّث الإشعاعي في السنوات الأخيرة، بدأت تتجه أنظار الخبراء والأطباء نحو حلول وقائية يمكن أن تقلل من الضرر الناتج عن التعرض لمصادر الإشعاع غير المرئي، وكان على رأس هذه الحلول ما يُعرف بـحبوب اليود. هذه الحبوب الصغيرة أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة مع تكرار الحوادث النووية أو التسريبات المحتملة من بعض المنشآت القريبة من المناطق المأهولة بالسكان، ما يجعل الحديث عنها ليس ترفًا بل ضرورة لحماية الأسرة والمجتمع.
اليود مادة طبيعية تلعب دورًا أساسيًا في عمل الغدة الدرقية، وهي أول من يتأثر في حال التعرض للإشعاع النووي، حيث تمتص الغدة اليود المشع سريعًا مما يؤدي إلى اختلالات خطيرة قد تصل في بعض الحالات إلى أورام لا تُكتشف إلا بعد فوات الأوان. وهنا تحديدًا تأتي فائدة حبوب اليود الآمن غير المشع، إذ إنها تشبع الغدة قبل وصول الإشعاع، مما يمنع امتصاص اليود الخطير، ويقلل من احتمالية إصابة الجسم بمضاعفات صحية خطيرة.
الوقاية لا تبدأ بعد وقوع الكارثة، بل قبلها، وهذا ما يؤكده العلماء حين يصرّون على أهمية توفر هذه الحبوب ضمن الإسعافات الأولية الأساسية في كل منزل قريب من منشآت الطاقة أو مناطق التوتر المحتمل. بعض الدول باتت توزعها مجانًا على السكان، بينما أصبحت متاحة في كثير من الصيدليات تحت إشراف طبي، وتوصي بها جهات الصحة العامة خاصة للأطفال والنساء الحوامل الذين يعتبرون الأكثر عرضة للخطر في حال التعرض لأي نشاط إشعاعي مفاجئ.
الغريب أن كثيرين لا يعلمون حتى الآن متى تُستخدم هذه الحبوب، ولا في أي ظروف يجب تناولها. الاستخدام العشوائي قد يكون ضارًا، مثل غيابها تمامًا عند الحاجة. ولهذا يشدد الخبراء على أن الوعي والمعرفة بماهية الحبوب وطريقة عملها وأوقات استخدامها هو خط الدفاع الأول ضد أي أزمة محتملة.
تابع في الصفحة الثانية لتعرف متى يجب استخدام حبوب اليود، ومن يجب أن يأخذها، وكيف تساعدك فعليًا على النجاة في لحظات الطوارئ…
تعليقات