سبب اختلاف عدة المطلقة عن الأرملة

سبب اختلاف عدة المطلقة عن الأرملة

في الشريعة الإسلامية، لم تُفرض الأحكام جزافًا أو بدون حكمة، بل جاءت كل تشريعاتها متوافقة مع الفطرة الإنسانية والواقع الاجتماعي، ومبنية على حفظ الحقوق واستقرار المجتمع. ومن تلك الأحكام التي تلفت انتباه الكثيرين وتثير التساؤلات: اختلاف مدة العدة بين المرأة المطلقة والمرأة الأرملة. فبينما تبلغ عدة المطلقة ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر حسب حالتها، نجد أن عدة الأرملة تمتد لأربعة أشهر وعشرة أيام، مما يدعو للتفكر والبحث عن السبب.

البعض يتصور أن سبب الاختلاف مجرد تنظيم اجتماعي، أو فروق شكلية، لكن الأمر أعمق من ذلك بكثير. فالعدة في أصلها ليست عقوبة أو إجراء إداري، بل هي عبادة وامتثال لأمر الله، تتعلق بالجانب النفسي والإنساني والعاطفي للمرأة، وفيها من الحكمة ما يتجاوز مجرد المدة الزمنية. تختلف ظروف المرأة في الطلاق عنها في الوفاة، ولكل وضع منهما طبيعته الخاصة التي راعتها الشريعة بدقة ورحمة.

عند الطلاق، يكون الزوج والزوجة قد أنهيا علاقتهما بشكل اختياري، وتكون مشاعر الانفصال مختلفة تمامًا عن فقدان الزوج بالموت. فقد تكون هناك خلافات أو رغبة متبادلة في الانفصال، مما يجعل العدة في هذه الحالة أقصر، وتُركّز على التحقق من براءة الرحم استعدادًا لمرحلة جديدة في حياتها. أما في حالة الوفاة، فالمرأة تمر بمرحلة حزن حقيقية، وفقدان مفاجئ لشريك حياتها، ولا يمكن معاملتها بنفس الأسلوب.

كما أن الحكمة من العدة في كلتا الحالتين تشمل التحقق من خلو الرحم، ومنع اختلاط الأنساب، لكنها تتسع في حالة الوفاة لتشمل الحزن والحداد والتأمل، وهو ما يُراعى من خلال المدة الأطول. ويظل الاختلاف بين العدتين قائمًا على فهم دقيق لنفسية المرأة في كل ظرف، لا على التمييز أو التشديد عليها دون سبب.

تابع في الصفحة الثانية لتعرف الحكمة الكاملة من هذا الاختلاف ولماذا هو دليل على عدل ورحمة الشريعة الإسلامية…

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *