سبب عدم قدرة الجسم على الاسترخاء

سبب عدم قدرة الجسم على الاسترخاء

يعاني الكثير من الأشخاص من شعور دائم بالتوتر وعدم القدرة على الاسترخاء حتى في أكثر اللحظات التي يُفترض أن تكون مريحة، مثل الجلوس في المنزل أو قبل النوم أو حتى أثناء الإجازات. والغريب أن الجسم في هذه الحالات لا يكون مرهقًا فعليًا بقدر ما هو عاجز عن الدخول في حالة الهدوء الطبيعية. يشتكي البعض من أن عضلاتهم مشدودة باستمرار، وأن أنفاسهم سطحية، وأن أذهانهم لا تتوقف عن التفكير حتى في اللحظات التي لا يفترض فيها أي نشاط ذهني، وهو ما يؤدي إلى شعور دائم بالإجهاد.

ما لا يعرفه كثيرون هو أن الجسم لا يختار الاسترخاء بإرادته، بل يخضع في ذلك لمنظومة عصبية حساسة تنظم حالته بين النشاط والتوقف. الجهاز العصبي المستقل هو المسؤول عن هذه العملية، ويعمل بنظامين: الأول هو الجهاز السمبثاوي، الذي ينشّط الجسم في حالات الطوارئ والعمل والضغط، والثاني هو الجهاز الباراسمبثاوي، وهو المسؤول عن التهدئة والاسترخاء والهضم والنوم. وفي حال غلب تأثير الجهاز الأول على الثاني، يدخل الجسم في حالة تأهب مستمر تجعله غير قادر على التهدئة.

وقد أصبحت هذه الحالة أكثر شيوعًا مع نمط الحياة السريع المليء بالمشتتات، حيث لم يعد الإنسان يمنح نفسه فترات من التوقف الذهني، كما أصبحت الأجهزة الإلكترونية والشاشات مصدراً دائمًا للتحفيز الحسي حتى في أوقات الراحة، وهو ما يؤدي إلى إرهاق داخلي مزمن لا يشعر به كثيرون إلا عندما يبدأ الجسم في إرسال إشارات غير مريحة. تتكرر الشكوى من قلة النوم، التوتر العضلي، القلق، وتسارع ضربات القلب دون سبب واضح، والسبب غالبًا ما يكون في الخلفية العصبية والهرمونية للجسم.

في هذا السياق، يظهر سؤال محوري: لماذا يفشل الجسم أحيانًا في الانتقال إلى حالة الاسترخاء، رغم توفر كل الظروف البيئية المناسبة؟ وما العوامل التي تعيق هذه العملية الطبيعية وتُبقي الإنسان عالقًا في دائرة الإنهاك؟

تابع في الصفحة الثانية لتكتشف الأسباب الدقيقة لعدم قدرة الجسم على الاسترخاء، والحل الذي يعيد التوازن…

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *