قصة البقرة التي وردت في سورة البقرة هي واحدة من أغرب وأعمق القصص التي وردت في القرآن الكريم، وتحمل بين طياتها دلالات وعبرًا عظيمة، ليس فقط في مضمونها الظاهري، بل في كل كلمة وتفصيل ذُكر فيها. السؤال الذي قد يطرحه كثير من الناس عند قراءتها: لماذا أمر الله بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة تحديدًا؟ ولماذا لم يأمرهم بذبح أي حيوان آخر كجمل أو خروف مثلًا، طالما أن الهدف في النهاية كان كشف هوية القاتل؟ الإجابة تحمل أبعادًا دينية ونفسية وسلوكية تخص بني إسرائيل في ذلك الوقت.
بداية القصة كانت بجريمة قتل غامضة في قوم بني إسرائيل، حيث قُتل رجل ولم يُعرف القاتل. لجأ الناس إلى نبيهم موسى عليه السلام، فطلب منهم أن يسألوا الله، فجاءه الوحي بالأمر الغريب: اذبحوا بقرة. قد يبدو الطلب سهلًا ومباشرًا، لكنه قوبل من بني إسرائيل بالتعنت، وبدأوا يطرحون الأسئلة واحدًا تلو الآخر، عن لونها، عن شكلها، عن سنها، وغيرها، ليس رغبة في الفهم بل تهربًا من التنفيذ، حتى شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم، وانتهى بهم الأمر إلى دفع ثمن باهظ مقابل بقرة نادرة تنطبق عليها جميع المواصفات التي فرضوها هم بأنفسهم.
أما عن الحكمة من اختيار البقرة دون غيرها، فهناك عدة أوجه تُظهر عمق هذا الاختيار الإلهي…
تابع الصفحة الثانية لتكتشف السر الكامل ولماذا اختار الله “البقرة” دون سواها…
تعليقات