لماذا نهى النبي عن مخبب المرأة على زوجها

من أعظم القيم التي حرص عليها الإسلام هي حماية العلاقة الزوجية والحفاظ على بنيان الأسرة من التصدع والتفكك، ولهذا جاء التحذير النبوي الشديد من شخص يُسمى في الحديث الشريف بـ”المخبب”، وهو الذي يسعى لإفساد المرأة على زوجها أو يُحرّضها على تركه، سواء بالقول أو الفعل أو الإشارة. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ليس منا من خبّب امرأة على زوجها”، وهذا الحديث ليس فقط نهياً، بل فيه تبرؤ من فاعله، مما يدل على فداحة الجريمة الاجتماعية والأخلاقية التي يرتكبها هذا الشخص.
المخبب قد يكون رجلاً أو امرأة، فالمعنى يشمل كل من يحرّض الزوجة على كره زوجها، سواء من باب الغيرة أو الحسد أو رغبة في تخريب العلاقة لمصلحة شخصية، بل قد يكون بدافع انتقامي أو نتيجة فكر منحرف. والأسوأ من ذلك أن كثيرًا من حالات “التخبيب” تبدأ بنصائح ظاهرها الرحمة، كأن تُقال للزوجة عبارات مثل: “أنت تستحقين أفضل منه”، أو “لماذا تصبرين على حياة بلا حب؟”، في حين يكون القصد الحقيقي هو زرع الشك، وبث الكراهية، وقلب الزوجة على زوجها حتى تتركه وتفقد استقرارها.
وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما قد يسببه التخبيب من أذى نفسي واجتماعي خطير، إذ أنه قد يهدم بيتًا، ويشتت أبناء، ويخلق عداوة بين عائلتين، ويترك آثاره السيئة في نفوس الطرفين مدى الحياة، ولهذا جاء التحذير النبوي قويًا وصريحًا.
نهاية الصفحة الأولى، أما عن الدوافع الخفية للمخبب، وآثار أفعاله المدمّرة، وحكم الشرع في نتاج تدخله فنتابعها في الصفحة الثانية….
تعليقات